حذر محللون من المحاولات الإسرائيلية لممارسة بعض الطقوس اليهودية المتطرفة كالسماح بذبح القرابين داخل ساحات المسجد الأقصى.
وازدادت أخيرا، دعوات الجماعات الإسرائيلية المتطرفة لذبح القرابين الحيوانية في ساحات المسجد الأقصى، إحياء لعيد الفصح اليهودي، الذي بدأ الإثنين ويمتد إلى7 أيام، ويعتبر أهم الأعياد اليهودية.
وتتصدر الجماعات المتطرفة مثل"حوزريم لهار" و"عائدون إلى جبل الهيكل"، الدعوة إلى ذبح القرابين، وتحاول تحفيز الإسرائيليين من خلال رصد مكافآت مالية تصل إلى 20 ألف دولار لأي شخص يستطع تهريب حيوان من أجل ذبحه في ساحات الأقصى.
وقال المختص بالشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، إن "اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يعتقدون أنه لن يتوفر مناخ أفضل مما هو موجود الآن من أجل تثبيت واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال إقامة طقوس توراتية لم يستطيعوا إقامتها من قبل".
وأضاف منصور ، "يزداد الوضع خطورة في المسجد الأقصى يومًا بعد يوم مع اشتداد الدعوات لتصل إلى ذروتها، يوم الخميس، وتصبح الظروف الراهنة مؤاتية لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا في ظل الهجمة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية ككل، لا سيما الحرب على غزة".
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن "الأعوام السابقة، شهدت إجراءات مشددة من قبل الحكومة الإسرائيلية، حتى في ظل معارضة الأحزاب الدينية المتشددة، ومع ذلك كان هناك اقتحامات للأقصى وإثارة الفوضى والعنف في صفوف الفلسطينيين".
وأضاف قاعود "لكن في ضوء الإبادة الراهنة بقطاع غزة، تتعمد الحركات الصهيونية المتشددة وحتى الأحزاب الدينية الصهيونية اقتحام المسجد الأقصى بشكل أكبر وأكثر عنصرية، مع اتباع مجموعة من الإجراءات الاستفزازية كرفع الأعلام ومحاولة الذبح والانبطاح وغيرها".
ونوّه بأن "مدينة القدس قد تشهد سيناريوهات عدة، نتيجة الأذونات التي من الممكن أن يحصل عليها المستوطنون والحركات الصهيونية والأحزاب الدينية من قبل حكومة الحرب في ظل حرب الإبادة الدائرة بقطاع غزة، والانشغال العالمي، وإصرارهم على ارتكاب عنف ديني بالقدس، وإثارة حفيظة الفلسطينيين والمسلمين؛ وهو ما قد ينبئ بتطورات ميدانية وربما اشتعال للأحداث في الأقصى".
بدوره، اعتبر المحلل السياسي محمد دياب أنه "في ظل الظروف الراهنة لن يكون ذبح قرابين حيوانية ببيت المقدس أشد وطأة من ذبح عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال في قطاع غزة بشكل يومي".
وأضاف إن وقع الحدث لن يؤدي إلى ردود أفعال فوق المألوف، ولن يتجاوز بعض الاحتجاجات من المصلين وبيانات الإدانة ولربما بعض الاعتصامات الشعبية إن وجدت من ينظمها".