حاولت لساعات طويلة إسعاف شقيقي الذي أصيب برصاصة في الصدر أطلقها قناصة الاحتلال الإسرائيلي عليه في شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لكن دون جدوى حيث فقد كميات كبيرة من دمه أدت إلى استشهاده بين يدي”.. بهذه الكلمات يروي محمد شملخ لمراسل سانا تفاصيل استشهاد شقيقه أحمد ومعاناته في إخراج جثمانه من المنطقة نتيجة حصار الاحتلال المشدد، ويقول: انتظرت ساعات طويلة حتى انسحبت دبابة الاحتلال التي فتحت نيرانها علينا في محيط مدينة الزهراء شمال المخيم وحملت جثمان أحمد على كتفي لمسافة تزيد على 500 متر حتى وجدت عربة يجرها حصان نقلتنا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات.
ويضيف: هناك العديد من جثامين الشهداء ملقاة في محيط مدينة الزهراء لا يستطيع ذووهم الوصول إليها، وأعتبر نفسي محظوظاً لأنني استطعت انتشال جثمان شقيقي من المكان، ما يحدث في منطقة الزهراء والشيخ عجلين شمال مخيم النصيرات جرائم إبادة جماعية.
من جانبه تحدث محمد السعافين عن جرائم الاحتلال في منطقة جحر الديك شمال مخيم البريج وسط القطاع بالقول: الاحتلال حوّل منطقة جحر الديك إلى كومة من الركام، هناك العديد من الشهداء في منطقة الوادي على الجسر الواصل بين مخيم البريج وجحر الديك لم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إليهم، كل من يقترب من المكان يستهدفه الاحتلال بالمدفعية والطائرات المسيرة، منطقة المغراقة وجحر الديك تحولت إلى مقابر جماعية للفلسطينيين.
أحمد أبو مراحيل من منطقة المغراقة شمال النصيرات يوضح أن الاحتلال دمر المنازل والمنشآت في منطقة جحر الديك والمغراقة، واستخدم سياسة الأرض المحروقة، مبيناً أن عشرات العائلات فقدت الكثير من أفرادها في المنطقة.
وتشير إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى وجود 7 آلاف مفقود في قطاع غزة من بينهم أكثر من 1000 وسط القطاع، ويتركز معظم هذا العدد في مناطق الزهراء والمغراقة وجحر الديك شمال مخيم النصيرات، وهي مناطق تجتاحها دبابات الاحتلال وتطلق القذائف والصواريخ على كل من يتحرك فيها محولة المنطقة إلى مصائد موت للفلسطينيين.