تتفاقم يوماً بعد يوم معاناة أهالي قطاع غزة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي، فبات معظم النازحين في خيم ومراكز إيواء في ظروف إنسانية وصحية كارثية، حيث يفتقدون مياه الشرب الآمنة مع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية وخاصة الكبد الوبائي وأمراض الجهاز التنفسي نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع وبين خيم النازحين وانتشار الزواحف والحشرات.
وزارة الصحة الفلسطينية أوضحت أن جميع أهالي القطاع يشربون مياها ملوثة تعرض حياتهم للخطر مع توقف مختبر الصحة العامة وعدم القدرة على فحص مياه الشرب جراء منع الاحتلال إدخال مادة الكلور أو أي بديل عنه لمعالجة المياه، محذرة من حدوث كارثة صحية تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، الأمر الذي يتطلب من المؤسسات الأممية والإنسانية سرعة التدخل.
المكتب الإعلامي في غزة، أوضح أنه تم تسجيل مليون و94 ألف حالة إصابة بأمراض معدية و9 آلاف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي نتيجة النزوح، مطالباً المنظمات الدولية والحقوقية ودول العالم الحر بالعمل لإنقاذ الواقع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الناتج عن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال بدعم من الإدارة الأمريكية.
وفي تصريح لمراسل سانا، بين الكاتب شادي قاسم النازح في مخيم إيواء بمدينة دير البلح أن الأوضاع الصحية في قطاع غزة كارثية مع استمرار انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود، وبالتالي توقف محطات الصرف الصحي وشاحنات نقل القمامة، حيث تحول القطاع إلى مستنقع لمياه الصرف الصحي وتكدس أكوام النفايات والقمامة فيه مغلقة الشوارع المؤدية إلى مراكز الإيواء، ما يستلزم من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التدخل العاجل للحد من هذه الكارثة الصحية من خلال توفير وقود لمضخات الصرف الصحي وشاحنات نقل النفايات.
بدورها أطلقت المؤسسات الخدمية في قطاع غزة نداء استغاثة للمجتمع الدولي ومنظماته الصحية والإغاثية بسرعة توفير الوقود والمعدات من أجل نقل القمامة وضخ مياه الصرف الصحي التي باتت تحاصر معظم الشوارع، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي دمر كل مكونات البنية التحتية في القطاع، ما تسبب بتسرب مياه الصرف الصحي إلى المنازل ومراكز الإيواء، إضافة إلى تدميره أكثر من 50 بالمئة من آبار المياه، ما يعني أن 70 بالمئة من الأهالي سيعيشون أزمة مياه خانقة ستمتد لفترة طويلة.
وأشار في هذا السياق عبد الهادي مسلم من مخيم البريج وسط القطاع إلى أن تكدس النفايات وركام المنازل حول حياة أهالي المخيم إلى جحيم، فالقوارض باتت تغزو خيم النازحين وتنهش الأطفال أثناء نومهم والبعوض يمص دماء الأطفال والنساء وكبار السن داخل الخيم ومراكز الإيواء.