هدد مسؤولون بجامعة كولومبيا الأميركية الثلاثاء، بفصل طلاب احتلوا مبنى دراسيا مع اشتداد المواجهة بين الإداريين والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في حرم الجامعة الواقع بمدينة نيويورك.
بدأ احتلال المبنى ليلا حين حطم المحتجون النوافذ ودخلوا مبنى هاملتون هول وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها "قاعة هند"، في إشارة إلى طفلة فلسطينية (ست سنوات) استشهدت على يد الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وخارج المبنى، وهو موقع اعتصامات طلابية مختلفة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، أغلق المحتجون المدخل بالطاولات وشبَكوا أذرعهم لتشكيل حاجز وهتفوا بشعارات مؤيدة للفلسطينيين.
كانت الجامعة قد قالت؛ إنها بدأت في تعليق دراسة الطلاب الذين تحدوا الموعد النهائي لإخلاء معسكر أصبح نقطة محورية لعشرات الاحتجاجات الطلابية في أنحاء الولايات المتحدة للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية في غزة.
وقالت الجامعة في بيان الاثنين "تسبب المعسكر في بيئة غير ترحيبية لكثيرين من طلابنا وأعضاء هيئة التدريس اليهود لدينا، وتسبب في إلهاء صاخب يتعارض مع التدريس والتعلم والتحضير للامتحانات النهائية".
وأطلق هجوم السابع من أكتوبر الذي أعقبه على القطاع الفلسطيني العنان لأكبر تدفق للنشاط الطلابي منذ الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في عام 2020.
وفي بعض المسيرات في الآونة الأخيرة، واجه المحتجون محتجين مناهضين اتهموهم بإثارة الكراهية ضد اليهود. ويقول الجانب المؤيد للفلسطينيين، ومن بينهم نشطاء يهود يعارضون الإجراءات الإسرائيلية، إن وصفهم بمعادة السامية لانتقادهم الحكومة الإسرائيلية والتعبير عن دعمهم لحقوق الإنسان غير عادل.
وخلال التعامل مع الاحتجاجات، سعى مسؤولو الجامعة جاهدين لتحقيق توازن بين السماح بحرية التعبير والقضاء على خطاب الكراهية.
واتخذت القضية أبعادا سياسية في فترة تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني، حيث اتهم الجمهوريون بعض مديري الجامعات بغض الطرف عن مضايقات وخطاب معاد للسامية.
وندد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الثلاثاء، بالأشكال غير السلمية للاحتجاجات الطلابية ووصف احتلال مباني الحرم الجامعي بأنه "نهج خاطئ".
وبعد احتلال المبنى، قال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن المحتجين اختاروا تصعيد "وضع لا يمكن الدفاع عنه" وأن الأولوية القصوى للمؤسسة العلمية هي السلامة والنظام في الحرم الجامعي.