كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، عن خطة صهيونية فيما يتعلق بمستقبل غزة ما بعد الهجوم عليها، تتضمن رؤية من ثلاث مراحل تستند إلى خلق واقع اقتصادي جديد في المنطقة ودمجها في الاقتصاد الإقليمي.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية وثائق صادرة من مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تظهر خطة إسرائيل لتنشيط اقتصاد غزة، ضمن خطة تستمر حتى العام 2035.
وتهدف الخطة الصهيونية بحسب الصحيفة، لتحقيق سلام دائم وإعادة دمج غزة في الاقتصاد الإقليمي من خلال البنية التحتية الكبيرة والاستثمارات الاقتصادية، وحددت الخطة هدف إعادة بناء غزة، واصفة غزة بوضعها الحالي بأنها "موقع استيطاني إيراني".
وقالت الصحيفة: "سلطت الخطة الضوء على المكانة المركزية التاريخية التي احتلتها غزة في طرق التجارة بين الشرق والغرب، حيث تقع على كل من طرق التجارة بين بغداد ومصر وطرق التجارة بين اليمن وأوروبا".
واضافت "من المقرر أن تستمر الخطوة الأولى، التي تحمل عنوان المساعدات الإنسانية، لمدة 12 شهراً، ستنشئ خلالها إسرائيل مناطق آمنة خالية من سيطرة حماس، بدءاً من الشمال وانتشاراً ببطء نحو الجنوب".
وتتضمن المرحلة الثانية في السنوات الخمس إلى العشر القادمة إنشاء هيئة متعددة الأطراف تسمى هيئة إعادة تأهيل غزة (GRA) للإشراف على جهود إعادة الإعمار وإدارة الشؤون المالية للقطاع، بمشاركة دول عربية.
أما المرحلة الثالثة، والتي تسمى "الحكم الذاتي"، فتتضمن احتفاظ إسرائيل بحق التصرف ضد "التهديدات الأمنية".
وقالت الصحيفة "سيتم نقل السلطة ببطء إما إلى حكومة محلية في غزة أو إلى حكومة فلسطينية موحدة بما في ذلك الضفة الغربية ومع ذلك، فإن هذا يتوقف على نجاح نزع التطرف ونزع السلاح في قطاع غزة، وسيكون خاضعاً لاتفاق جميع الأطراف".
وتابعت "سيشمل جزءاً من جهود إعادة البناء، تصميم مدن جديدة من الصفر، والتي ستتميز بتصميمات وتخطيطات حديثة، حيث قدمت الخطة العديد من المزايا للبلدان المعنية، وبالنسبة لسكان غزة، فإن أكبر المزايا بعد انتهاء سيطرة حماس ستكون الاستثمار الضخم في القطاع وفرص العمل الضخمة، فضلاً عن المسار لإعادة التوحيد مع الضفة الغربية وتحقيق الحكم الذاتي".
وأضافت "هذا من شأنه أن يمكّن غزة من العمل كميناء صناعي مهم على البحر الأبيض المتوسط، والذي سيكون بمثابة المركز الرئيسي لتصدير البضائع الغزية، والنفط من الخليج العربي".
كما تتضمن الخطة إنشاء منطقة تجارة حرة ضخمة تغطي سديروت وغزة والعريش، مما يسمح لإسرائيل وغزة ومصر بالاستفادة من الموقع بشكل تعاوني، ومن خلال الجمع بين الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية وتكامل المنطقة، فإن حقول الغاز المكتشفة حديثاً شمال غزة ستساعد في دعم الصناعة المزدهرة.
ووفق الصحيفة، فإن "إحدى الأفكار التي طرحتها الخطة هي تحويل غزة إلى مركز رئيسي لتصنيع السيارات الكهربائية، والأمل هو أن كل هذا التكامل يمكن أن يحول ليس غزة فحسب، بل العريش وسديروت أيضاً إلى منافس للتصنيع الصيني الرخيص".