ضجّت منصات التواصل بخبر قصف المقاومة الفلسطينية حشودا لقوات الاحتلال الإسرائيلية في موقع كرم أبو سالم ومحيطه في غلاف غزة الجنوبي، مما تسبب بمقتل 4 جنود بحسب الجيش الإسرائيلي، وأظهرت مقاطع فيديو لحظة سقوط الصواريخ على موقع الجنود.
ونشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطعا قالت إنه لاستهداف مقر قيادة الاحتلال وتجمعاته داخل موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح، برشقة صاروخية من طراز "رجوم"، وهو ما أدى إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على الهجوم في تدوينه على منصة إكس قائلا: "بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بتسهيل المساعدات الإنسانية لسكان غزة عبر معبر كرم أبو سالم، يطلق الإرهابيون الصواريخ على المنطقة نفسها".
وردا على ادعاء جيش الاحتلال بأن القسام استهدفت معبر كرم أبو سالم قال مغردون إن إسرائيل تدعي وتروج لادعائها أن الموقع الذي تم استهدافه بـ10 صواريخ هو معبر كرم أبو سالم التجاري، والذي يستخدم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولهذا قامت بإغلاق المعبر.
لكن في الحقيقة ما تم استهدافه هو تجمعات عسكرية إسرائيلية ضخمة من آليات وجنود تستعد لاجتياح رفح وكانت بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
وأشاروا إلى أن المعبر لم يتم استهدافه ولا إصابته، وأرفقوا بعض المقاطع للحشود الإسرائيلية في الموقع وخريطة أيضا توضح موقع معبر كرم أبو سالم التجاري والنقطة العسكرية التي تم استهدافها من قبل القسام.
وتعليقا على عملية موقع كرم أبو سالم أشار مدونون إلى أن العملية امتداد لكمين الزنة والمغراقة، لأنها تمت في موقع عسكري شديد التحصين، ويبعد عن المعبر التجاري أكثر من ٢ كم.
كما أنها تمت استنادا لمعطيات استخباراتية، وعكس ذلك استمراريتُها لوقت أطول من المعتاد في عمليات إطلاق القذائف، مما يعني أن المقاومة كانت تمتلك المعلومة هنا، بحسب مغردين.
ولفت متابعون الانتباه إلى أن أهم ما في العملية هو المبادرة والمباغته، والذهاب لأبعد مما يتوقع العدو، وهي رسالة للجمهور الإسرائيلي أن المقاومة لا تستجدي، وأن جيشه الغارق في وحل غزة لن يعود إليه، إلا "محمولا قتيلا أو جريحا".
ووصف مغردون ما حدث في عملية كرم أبو سالم بالمذبحة وأن الجيش الإسرائيلي أخفى ما حدث وأظهر للإعلام جزءا بسيطا كي لا يصدم الشارع الإسرائيلي لأن هناك جنودا قتلى أكثر مما أعلن عنه.
وتحت عنوان "لا مرحبا بكم في رفح " قال أحد المغردين إنها رسالة قوية من كتائب القسام إلى الاحتلال الإسرائيلي أرسلتها بشكل عملي على الأرض بقصف معبر كرم أبو سالم واختيار دقيق جدا في ظل تهديد إسرائيل بدخول رفح وجاء الرد فورا من رجال المقاومة الباسلة بقصف تحشدات العدو من أفراد ومعدات.
وقال معلقون إن الجميل في العملية هي طريقه إدارة المعركة من قبل المقاومة، خاصة مع انسحاب جل الفرق العسكرية للاحتلال وما تزال المقاومة محتفظة بقوتها البشرية وتعمل من خلال تحقيق ضربات نوعيه لا تحتاج عادة للالتحام المباشر كما كان في السابق. هذا التنويع يعطي المقاومة نفسا طويلا جدا للاستمرار والصمود مهما تمادى الاحتلال وكابر في هذه الحرب، على حد قول معلقين.
وعلق آخرون قائلين: "أيها الإسرائيليون هل تأكدتم بعد مقتل جنودكم أن نتنياهو يكذب عليكم فهو الا يستطيع حماية جنوده من ضربات المقاومة الباسلة فكيف يعدكم بتحرير أسراكم بدخول رفح وقد أعدت له المقاومة مفاجآت لا يتوقعها".
وقال الإعلام الإسرائيلي إن الحدث في كرم أبو سالم "خطير" و"غير عادي"، واعترف الجيش الإسرائيلي مساء أمس بمقتل 3 جنود وإصابة 12 آخرين من لواءي غيفعاتي وناحال في الحادث، قبل أن يعود اليوم ويتحدث عن مقتل جندي رابع.