بعد أسابيع من احتجاجات طلبة الجامعات حول العالم تضامناً مع الفلسطينيين ضد الهجمات الإسرائيلية على غزة، دعا اتحاد طلاب المدارس الثانوية في فرنسا، إلى "التعبئة" من أجل غزة ابتداءً من يوم الإثنين.
وبالتزامن مع عودة طلاب مدارس مدن "إيكس مرسيليا"، و"أميان"، و"ليل"، و"نانسي"، و"نانت"، و"نانسي"، و"أورليان"، و"ريمس"، و"رين"، و"روان"، و"ستراسبورغ" من العطلة المدرسية، انضم طلاب المدارس الثانوية لطلاب الجامعات في الحشد لوقف إطلاق النار في غزة.
ويطالب اتحاد المدارس الثانوية بـ"وقف إطلاق النار في غزة" و"الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل فرنسا"، حسبما أوردت محطة "تي.إف.1" الفرنسية.
وبشكل أكثر تحفظًا من المعتاد (مثلما حدث خلال التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد على وجه الخصوص)، فإن طلاب المدارس الثانوية يكافحون مع ذلك من أجل الانضمام إلى الحركة.
وذهب البعض إلى حواجز معهد العلوم السياسية في باريس أو جامعة السوربون أو حتى إلى المظاهرة التي نظمت أمام مبنى البانثيون يوم الجمعة.
لكن صباح يوم الإثنين، لم يتبع سوى عدد قليل من المؤسسات الدعوة للحجب.
وقال اتحاد الطلاب المدارس الثانوية بعد الأحداث التي شهدتها المدارس الكبرى: "جاء دورنا لاحتلال وإغلاق أماكن دراستنا".
هل ستزداد التعبئة الشبابية لغزة خلال الساعات القادمة؟
وفي بيان صحفي بعنوان "دعونا نغلق مدارسنا الثانوية من أجل فلسطين"، دعا اتحاد طلاب المدارس الثانوية إلى إغلاق المدارس في جميع أنحاء فرنسا اعتبارًا من يوم الإثنين.
وجاء في نص البيان: "منذ بدء الحركة الطلابية التي انطلقت قبل أسبوع، طلاب المدارس الثانوية يتواجدون في الكليات والمدارس لدعم الطلاب المحتشدين.. الآن أصبح الأمر كذلك دورنا لاحتلال وحجب أماكن دراستنا".
وأجْلت الشرطة الفرنسية، يوم الجمعة الماضية، النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الذين حاصروا معهد العلوم السياسية في باريس المرموقة، والتي تضم أكثر من 5 آلاف طالب، منذ اليوم السابق.
وحتى الآن لا تزال التعبئة مقتصرة على العاصمة، والحرم الجامعي في المناطق (ليل، ولوهافر، وديجون، وريمس أو بواتييه)، ومعاهد الدراسات السياسية، ولكنها تكافح من أجل اللحاق بالجامعات.
كما وعد جوين ألفيس توماس، رئيس المنظمة التي تدعي ليكون أول اتحاد طلاب المدارس الثانوية في فرنسا، أن الحصار سيكون أقوى من حصار الجامعات في جميع أنحاء فرنسا.
وفي مقابلة مع صحيفة "لا تريبيون دو ديمانش"، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأول مرة عن مشاعره تجاه الحركة الطلابية الفرنسية، قائلاً: "من المشروع تمامًا وحتى الصحي والمطمئن أن يتمكن شبابنا من القول إن الأخبار الدولية تؤثر عليهم وأنهم يناقشونها".
وأضاف: "لكن الأمر بمؤسسة ما باتباع هذه السياسة أو تلك بالقوة والعرقلة، ومنع الطلاب الآخرين من الوصول إلى المدرج بحجة أنهم يهود، هذا ليس احترامًا للآخرين، والتعددية، وإدانة العداء".
كيف تسير الاحتجاجات؟
وخلال الاحتجاجات رفع طلاب المدارس الثانوية، لافتة مكتوب عليها شعار "وقف إطلاق النار"، والكوفية موجودة بالفعل حول رقبتهم، وفق تقرير الإذاعة.
ويمكن أن تمتد عمليات الإغلاق التي أثرت على حوالي عشرين مؤسسة للتعليم العالي الأسبوع الماضي إلى المدارس الثانوية، يوم الإثنين، وهو ما وعد به اتحاد المدارس الثانوية.
وقال طالب المدرسة الثانوية: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فيجب أن تستمر التعبئة في مدن فرنسية أخرى مثل رين وبيزانسون وليون".