تشهد الولايات المتحدة أجواء متوترة بفعل أزمات داخلية وخارجية، في مرحلة تعد الأكثر اضطرابًا في تاريخ البلاد، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وقالت الصحيفة إنه "لا راحة للولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل القريب"، مؤكدة أن الأمريكيين حاليًّا يعيشون "كمن يسير على الجمر وتتقاذفه الأزمات".
وبحسب الصحيفة، فقد كان الربيع الحالي مشتعلًا بأسوأ الطرق، مشيرة إلى أكبر حركة احتجاجية في الحرم الجامعي في القرن الحادي والعشرين، وأول محاكمة جنائية لرئيس أمريكي سابق، وبعض قوانين الإجهاض الأكثر تقييدًا في البلاد.
وفوق كل ذلك، قالت الصحيفة إن هناك حربين، في غزة وأوكرانيا، تهزان العالم.
ورأت الصحيفة أن الأمريكيين اندفعوا تحت سحابة من الفوضى التي يبدو أنها تتكاثف مع كل تنبيه للأخبار العاجلة، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أنه في عام انتخابي مليء بالخلافات والعواقب، يبدو أنه لا يوجد أي ارتياح في المستقبل.
ويؤكد المؤرخون، وفقًا للصحيفة، أن هذه الأيام هي الأكثر اضطرابًا واستثنائية في تاريخ أمريكا الحديث، حيث أصابت الانقسامات العميقة كل شبر من الحياة العامة تقريبًا، من السياسة إلى الثقافة الشعبية.
وأكدت "واشنطن بوست" أن اللحظة الحالية تشهد استياء شعبيًا شديدًا، وتنافرًا عميقًا أيضًا، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن ما يقرب من 80% من الأمريكيين غير راضين عن الاتجاه الذي تسير إليه البلاد بفعل البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عقود، وطريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع الاقتصاد التي تُثير استياء عدد كبير من الناخبين.
وأردفت الصحيفة أنها المرة الأولى منذ عقود التي تواجه فيها الولايات المتحدة مثل هذه التحديات في الداخل والخارج.
وقالت إن احتجاجات الطلبة وعنف الشرطة في الجامعات قد فاقت، بحسب محللين، في شكلها وحدتها حتى تلك التي صاحبت الحرب في فيتنام.
ورغم أن التظاهرات الجامعية طغت في بعض الأحيان على محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن المحاكمة تعد إجراء تاريخيًا ومقلقًا للغاية، بحسب الصحيفة.
وأوضحت أن القضية المنظورة حاليًا هي الأولى من بين أربع قضايا جنائية مرفوعة ضد الرئيس الخامس والأربعين التي تُحال إلى المحاكمة.
وعبرت الصحيفة أيضًا عن قلق عميق وحالة ترقب لدى الأمريكيين، وحتى العالم، لما قد تفرزه الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني القادم وما قد يحدث بعد ذلك سواء فاز بايدن أو ترامب، لأنه في كلتا الحالتين "يتوقع أن تحدث الفوضى".
ونقلت عن المؤرخ الرئاسي الأمريكي مينا بوز قوله: "أعتقد أننا في مرحلة فريدة من التاريخ الأمريكي، ومن الصعب أن نقول كيف سننظر إلى هذا الأمر. لكن دون أدنى شك، أصبحت السياسة الأمريكية أكثر اضطرابًا في العام الماضي مما كانت عليه في العقد الماضي".
وأضاف بوز: "هناك عدد من القضايا المحلية والدولية التي يمكن أن تعكر صفو البلاد أكثر في الأشهر المقبلة".