مئات القذائف والصواريخ يمطر بها الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ الليلة الماضية، بالتزامن مع اجتياح دباباته وجرافاته للمنطقة وتوغل قواته في معبر رفح، وتدمير عدد من مرافقه وإغلاقه بالكامل، ما يعني قطع شريان الحياة عن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع ضمن سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الاحتلال منذ بدء عدوانه الذي دخل قبل أيام شهره الثامن.
محمود عبد العال الذي يقطن في منطقة المشروع القريبة من معبر رفح البري أكد لمراسل سانا أن الاحتلال قصف كل المنازل القريبة من المعبر بعدد غير مسبوق من القذائف والصواريخ، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع عمليات القصف تقوم جرافات الاحتلال بعمليات تجريف واسعة في محيط معبر رفح.
وأوضح عبد العال أن عشرات الاستغاثات تصل من العائلات التي يحاصرها القصف الإسرائيلي في بلدات الشوكة والنصر شرق رفح، ولا تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها لكثافة القصف الذي يستهدف كل ما هو متحرك.
من جانبه، يروي ناصر العمور مأساة أهالي المناطق الشرقية من رفح بالقول: جميع المنازل لم تسلم من القذائف والصواريخ.. احترقت ودمر معظمها في منطقة العمور والفخاري والشوكة.. لا نستطيع معرفة عدد المنازل التي قصفت.. كل ما نشاهده هو النيران المشتعلة، لافتاً إلى أن هناك العديد من الشهداء في الشوارع وبين ركام المنازل لم تستطع فرق الإسعاف الوصول إليهم.
وبين العمور أن أهالي بلدات الشوكة والنصر والفخاري محاصرون تحت القصف ومنهم من انقطع الاتصال بهم، مؤكداً أن الوضع سيئ للغاية، وأن الطرق المؤدية إلى مستشفيات الأوروبي والنجار باتت محفوفة بالمخاطر والموت، في ظل استهداف الاحتلال لحركة المركبات والجرحى والمرضى، وأن ما يحدث شرق رفح هو مذبحة بحق الأطفال والنساء والمرضى.
وباجتياح الاحتلال الغاشم لشرق رفح يكون قطع جميع شرايين الحياة عن أهالي القطاع من خلال إغلاقه معبري رفح وكرم أبو سالم، ما يفاقم معاناة 2.4 مليون فلسطيني في القطاع يتعرضون للقتل والتجويع منذ سبعة أشهر.
القصف لا يطال المناطق الشرقية فقط بل المناطق الغربية والوسطى من المدينة، الأمر الذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات وهذه الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار القصف، لأن المدينة تؤوي أكثر من 1.5 مليون معظمهم نازحون قدموا إليها من كل مناطق القطاع هرباً من نيران الاحتلال ما يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
محمد مطر أشار إلى أن أهالي رفح وجميع النازحين والمنكوبين فيها يعيشون ظروفا مأساوية، في ظل حالة التشريد والتهجير القسري المستمرة، لافتاً إلى أن منطقة المواصي غرب المدينة وهي منطقة صغيرة المساحة اكتظت بآلاف الخيم لدرجة أن المسير بين الخيام يعد أمراً مستحيلاً يضاف إلى ذلك حرب التجويع والتعطيش التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فيما المجتمع الدولي يشاهد المأساة مواصلاً صمته.