ذهبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تزداد مع احتمالات اتساع الحرب، ولا سيما في ظل قرار واشنطن تأخير شحنات الأسلحة إلى تل أبيب لثنيها عن اجتياح رفح، الأمر الذي اعتبرته بمثابة "ضربة" من إدارة بايدن، وأن "الضربات" القادمة قد تكون أكثر إيلامًا بكثير.
وذكرت الصحيفة اليوم الأربعاء أن القرار الحساس الذي اتخذته الولايات المتحدة بشأن تأخير شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، ليس بالأمر السهل، كما أن إرسال أكثر من 370 طائرة و65 سفينة، معظمها ترفع العلم الأمريكي أمر يظهر مدى الاستهانة بإسرائيل.
وأوضحت أنه وفقًا لرؤية زعيم حركة حماس داخل قطاع غزة، يحيى السنوار، سيتعيّن على إسرائيل الاختيار بين الاستجابة لطلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن العملية العسكرية في رفح، أو تنفيذ العملية وبالتالي قطع العلاقات بين البلدين.
وقالت الصحيفة إن التهديد الأمريكي بتأخير شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أصبح قضية محورية تهتم بها الصحف العالمية، وإن قرار بايدن بتأخير شحنات الأسلحة إلى إسرائيل لا يعد إشارة تحذير فحسب، بل ضربة من إدارة بايدن لإسرائيل، والحقيقة الصعبة هي أن الضربات القادمة قد تكون أكثر إيلامًا بكثير.
وأضافت الصحيفة أن محاولات تقزيم القصة على سبيل المثال من خلال التذكير بما حدث أثناء عملية "الجرف الصامد"، عندما أخّر رئيس الولايات المتحدة آنذاك، باراك أوباما، شحنات صواريخ "هيلفاير"، لن تجدي نفعًا، فإن حرب "السيوف الحديدية" طويلة ومتعددة الساحات، وهُناك إمكانية للتوسع إلى جبهة كاملة في الشمال.
وتابعت "يديعوت"، أنه وبسبب تركيز الجهود في بداية الحرب على غزة، والتأهب ضد ميليشيا حزب الله، أرسل الأمريكيون نحو 370 طائرة، و65 سفينة، إلى إسرائيل، يحمل معظمها العلم الأمريكي، وهذا الرقم وحده يوضّح مدى عدم ملاءمة بناء القوة الإسرائيليّة لخريطة التهديد.
رسالة واضحة
وأشارت "يديعوت" إلى أن المستوى السياسي أوعز إلى الجيش الإسرائيلي ببناء قدراته على اتخاذ القرار في ساحة واحدة فقط، وهذه الحرب تعلمنا الخلل الذي ظهر خلال عمليات تقييم الوضع، وما كان سيحدث لإسرائيل لولا الالتزام الكامل من جانب الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس جو بايدن.
وأكدت الصحيفة أن الرسالة الأمريكية واضحة جدًّا، فإذا لم تلتزم إسرائيل بمسألة رفح، وعملت على احتلال المدينة، فلن تحصل على المساعدات الحيوية ليس فقط لرفح، بل أيضًا للتطورات المحتملة في الشمال.
واختتمت الصحيفة أن إيران تتابع عن كثب توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وهذا هو بالضبط ما قيل في التحذير الشهير الذي وجّهته شعبة الاستخبارات العسكرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فالأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تزداد مع احتمالات اتساع الحرب.