انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الخميس، أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين.
ويترأس جلالة الملك عبدالله الثاني، الوفد الأردني المشارك في القمة.
ويضم الوفد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة.
ويبحث القادة العرب تسعة بنود رئيسة على جدول الأعمال، تحت إطار العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، والتعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية.
ويتضمن جدول الأعمال بندا خاصا بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية، والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ودعم موازنة دولة فلسطين، وصمود الشعب الفلسطيني، وأوضاع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ومتابعة التوسع الاستيطاني وجدار الفصل العنصري والمعتقلين.
كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول الشؤون العربية والأمن القومي، يشتمل على ملفات عدة، من بينها التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في سوريا، ودعم السلام والتنمية في السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وآخر المستجدات في الملف اليمني.
وطالب سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد ولي العهد السعودي، خلال تسليمه رئاسة القمة لدولة البحرين، رفض تبرير العدوان الإسرائيلي على غزة تحت أي ذريعة، مشيرا إلى حملة شعبية لمساعدة الفلسطينيين تجاوزت 700 مليون ريال.
وأشار في مستهل بدء القمة الى حرص بلاده على إبراز القضايا الإقليمية خلال رئاستها للدورة الـ32 وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
وقال رئيس القمة الحالية؛ ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة " نجدد معكم العزم والأمل المشترك بمستقبل واعد بأمتنا العربية نستبشر بها الخير والرخاء لشعب البحرين وشعوب العالم كافة".
وأضاف "تنعقد القمة وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مؤلمة ومآس مدمرة وتهديدات تمس أمتنا ووحدة وسلامة أراضيها
مع استمرار هذه المخاطر يتزايد حجم المسؤولية المشتركة على الأمة العربية في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل".
وقال إن مصلحة الشعب الفلسطيني ترتكز على وحدة صفه كهدف منشود لا حياد عنه، مشيرا الى ان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة يأتي بالخير على الجوار العربي بأكمله ليتجاوز أزماته.
ودعا الى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط والاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها بالأمم المتحدة وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين بالصراعات والنزاعات في المنطقة ومبادرة للاهتمام بالتكنولوجيا المالية والتحول الرقمي من خلال العمل العربي المشترك.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن القمة العربية تعقد في ظروف استثنائية، مشددا على أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، بكل ما ينطوى عليه من وحشية وتجرد من الضمير يُمثل حدثا تاريخيا فارقا.
وأضاف أن الشعوب العربية "لن تنسى العنف الأعمى الذي أظهره الاحتلال الإسرائيلي، وهو يستهدف النساء والأطفال، ويطارد المهجرين والمشردين من ملاذ إلى آخر بالقنابل والرصاص".
وأشار أبو الغيط إلى أن العالم كله أصبح مدركاً لحقيقة باتت ساطعة وهي أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان، مؤكدا أن الاحتلال لا يُمكنه الاستدامة سوى بممارسة التطهير العرقي وبالإمعان في فرض واقعه الغاشم بقوة السلاح.
وأكد أن طريق السلام والاستقرار في هذا الاقليم يقتضي منهجا مختلفا يقتضي تخلي الاحتلال الإسرائيلي عن أوهام الاحتفاظ بالأرض والسيطرة على البشر، ويقتضي الإنهاء الفوري للاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 1967".
وقال إن النكبة التاريخية لم تمح الفلسطينيين من الوجود، ولم تخرجهم من الجغرافيا ولم تشطبهم من التاريخ، مؤكدا أن التهجير القسري مرفوض عربيا ودوليا ومرفوض أخلاقيا وإنسانيا وقانونيا.
وطالب الأمين العام المجتمع الدولي، بمن فيه أصدقاء إسرائيل بإقامة مؤتمر دولي للسلام يُجسد رؤية الدولتين التي تحظى بالإجماع العالمي، وبالعمل على مساعدة الطرفين، ومرافقتهما لتحقيق هذه الرؤية في أجل زمني قريب، إنقاذاً لمستقبل الشعوب الذين يستحقون السلام والأمن في فلسطين والعالم العربي وفي إسرائيل أيضا.