أكد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر أنه لا شيء يمنع العسكريين من الترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد، وأن من سماهم "المتطرفين وأعداء الحرية" هم الذين يحاولون الدفع في هذا الاتجاه.
وفي خطاب بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق "عملية الكرامة" بمدينة بنغازي، شرق البلاد، انتقد حفتر أداء القوى السياسية التي فشلت في التوصل إلى اتفاقات تذهب بالبلاد نحو الانتخابات.
وقال إنه "رغم ما تحقق من إنجازات كبرى على الصعيد العسكري والأمني، وفي مجالات التنمية والبناء، ظل المسار السياسي يراوح مكانه إن لم نقل يتراجع إلى الوراء.. اجتماعات تليها اجتماعات، وفود تذهب وأخرى تجيء، وبيانات صاخبة تليها بيانات أشدُّ صخبًا، ومخرجات محشوة بالأكاذيب والوعود الفارغة، التي لا تُسمن ولا تغني من جوع" وفق تعبيره.
واعتبر حفتر أن "هذا منهج مخطط له بعناية فائقة، ليبقى الحال على ما هو عليه، ويمضي الوقتُ الثمين دون إحراز أي تقدم" مضيفًا "نحن نرى أننا قد منحنا هذا المسار من الفرص أكثر مما ينبغي، ليصل إلى هدفه بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، الكلمة الفصل فيها للشعب".
وأشار إلى أن من سماهم "المتطرفين من أعداء الحرية والديمقراطية، الذين يحلمون بتنصيب أنفسهم أوصياء على الشعب، قد أقسموا بأغلظ الأيمان أنه لن يترشح المشير إلا على جثثهم"، معتبرًا أن ذلك دليل على "الاعتراف بالفشل وبالرفض الشعبي لهم".
ودافع حفتر عن مبدأ ترشح العسكريين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال "إنهم لا يرفضون العسكري دفاعًا عن الديمقراطية والدولة المدنية، لكنهم يخشون فيه القوة والهيبة والشجاعة والانضباط، والتمسك بالمبادئ الوطنية الراسخة ورفض المساومة على مصير الوطن".
وأضاف "نعم نحن عسكريون في ميادين القتال في الأرضِ والجو والبحر على حدٍ سواء، وفي معسكراتنا ومراكز التدريب وغرف العمليات ولا نهاب الموت، لكننا مدنيون حتى النخاع في مجالات البناء والإعمار، وفي خدمة المواطن وتوفير متطلباته ليعيش كريمًا".
وتابع "نحن مدنيون بإيماننا بالديمقراطية، والتبادل السلمي على السلطة، ولم نعترض يومًا على مواطن ليبي، يرى في نفسه الكفاءةَ أن يكون مترشحًا للرئاسة أو لغيرها، ومدنيون بدعمنا لكلِ المبادرات التي عمادها إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وبإيماننا بأنَّ القرار للشعب، والصندوق هو الحكم بين المترشحين".