أود القول بأنني لما قرّرت الكتابة بالقلم للقلوب الطاهرة النقية الواثقة بكرم اللة وجميل عطاياه رأيت القلب يكتب قبل القلم لكم ، فسلام لمن صان الودّ وحفظ الوصل لا يغيّره تقلب المزاج ولا شّدة الظروف، فسلاما للصديق الحقيقي الذي يفهمنا بلا كلمات ويصدقنا بلا أدلّة وينصحنا بدون أغراض ويحبنا بدون أسباب ويعرفنا بدون مصالح...فهذه مساحات شاسعة لمعنى الصداقة النقية التي لا تتسعها الكلمات في الوصف والتصوير ، فنقول في حضرتكم بأن ثمار الأرض تُجنى كل موسم...لكن ثمار الصداقة تٌجنى كل لحظة، ونقول بأن في عيد الميلاد يكبر الإنسان سنة واحدة لكن في موقف واحد يكبر مئة مرة ويزيد ، هكذا هي صداقتكم ومواقفكم العظيمة حاضرة في وجداننا نستشعر فيوض سعادتنا بها ، ونقول بأن العقول ترتقي بالأفكار ، فيطيب الاستماع لحديثها ، هكذا أنتم واحة بالفكر النير الذي ينير العتمة والبصيرة....نعم أنتم المقام الذي ننحني له احتراما وتقديرا لمكانته العلمية والعملية والأدبية والأخلاقية والإنسانية التي نبحث عنها لإثراء ثقافتنا بنافذة جديدة من نوافذ العلم والمعرفة والقدوة والسمو التي هي أحد السمات الرئيسية في شخصيتكم ذات الجاذبية الإنسانية النبيلة والأصالة والمجد والشهامة والنخوة والجاه والتي تصلح لأن تكون مقدمة لكل كتاب يُدرسّ لطلاب العلم والمعرفة لكي يكون بمثابة بوابة دخول ذهبية لعالم الفكر لزيادة مداركهم ومعارفهم في أبجديات وجذور العلوم والآداب وفن القيادة ولفت انتباهُم بأن التربه الخصبة لا ينبت فيها إلا البذآر المحسن الطيب ، كما هي البذرة الطيبة العطرة في أُصولُكم الشامخة تدل على شموخ مجدكم العامر.... ولكثرة مآثركم وأثاركم الطيبة في نفوسنا نقول ونردد ما قاله الشاعر :-
لم يرحلوا عن حمى ارض إذا نزلوا .. إلاّ وأبقوا بها من جودهم أثرا..
تبقى صنائعهم في الأرض بعدهمّ ... والغيثُ إن سار أبقى بعدهُ الزّهرا..
هكذا أنتم في الميزان مثل الكرماء أينما حلو لهم أثر طيب وحكاية وأية مؤثرة في السلوك ، وكالغيث أينما نزل كثر نفعة وعم خيره... فعبّر نفحات النّسيم وأريج الأزاهير وخيوط الأصيل أرسل لكم من الأعماق أجمل كلمات الودّ والمودة والدعاء لّلة ، فأسأل اللة لكم ستراً فوق الأرض ورحمة تحت الأرض وعفواً يوم العرض، كما أسألهُ أن يحفظكم من كل مكروه ويبشركم بشارة تسعد قلوبكم في الدنيا والآخرة وينعم عليكم بنعمة الأمن والأمان وراحة البال ويمتعكم بالصحة والعافيه...فأللهم نسألك كما أيقظت العيون من المنام ، أيقظ قلوبهم من الغفلات...وكما أنرت الكون بنور الصباح ، أنر حياتهم بنور الهدايه..اللهم أغنهم بالعلم وزينهم بالحلم...وأكرمهم بالتقوى وجمّلهم بالعافية...