رصد موقع "واللا" العبري، اليوم الاثنين، عوامل أدَّت إلى تحطّم مروحية تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤولين عسكريين إيرانيين بمحافظة أذربيجان الشرقية.
ونسب الموقع وفاة رئيسي إلى عوامل، هي الظروف الجوية والمروحية ذاتها، إضافة إلى المشهد الجيوسياسي في إيران، ورأى أنه لو كان الطيار الإيراني محترفًا لكان رفض الإقلاع في ظل ظروف جوية في غاية الصعوبة.
إلا أن تقرير آخر للموقع ذاته تطرق إلى نظرية مقتله بواسطة الموساد الإسرائيلي "بشكل ساخر"، بعد انتشار أنباء كاذبة في هذا الصدد تلقفتها وسائل إعلام عن طريق الخطأ، بما في ذلك قناة حماس عبر تطبيق "تليغرام.
الطقس السيّئ وحوادث إسرائيلية
الموقع أشار إلى أن المروحية سقطت في منطقة جبلية وعرة، وكانت اختفت من شاشات الرادار بفعل الطقس السيّئ والضباب والرياح، وهي ظروف تعد العدو الأكبر لمثل هذه المروحيات.
ويحجب الضباب الرؤية بالنسبة لقائدي المروحيات، ويمنع مشاهدتهم للجبال والغابات، حتى سلاح الجو الإسرائيلي كان شهد تحطم مروحيات في ظروف مماثلة.
وأبرز الحالات كانت سقوط مروحية إسرائيلية من طراز "يسعور" فوق الصخور بأحد الجبال في رومانيا عام 2010، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص كانوا في مهمة تدريبية، إضافة إلى ذلك واقعة تحطم مروحية قائد الجبهة المركزية، اللواء نيحميا تماري عام 1994 خلال هبوط المروحية العسكرية في قاعدة شمالي القدس.
المروحية ذاتها وأثر العقوبات
الموقع ذهب إلى أن إيران تستخدم مروحيات أمريكية الصنع، ابتاعتها في عهد الشاه الإيراني، بما في ذلك المروحية من طراز "بيل 212" التي تحطمت بالرئيس الإيراني.
وأوضح أن سلاح الجو الإيراني ما زال يستخدم هذه المروحيات منذ 50 عامًا، ولا يمتلك علاقات مع منتجي المروحيات الكبار بفعل العقوبات الدولية على شراء قطع الغيار.
وينتج الإيرانيون بأنفسهم قطع غيار للمروحيات، وفق الموقع، أو يُهرِّبون قطعًا أخرى، دون أن يستبعد تحطم المروحية جراء خلل فني أو إهمال في عمليات الصيانة.
ولفت إلى أن إجراءات السلامة للمروحيات تتطلب معرفة كبيرة حول تقادم أجزائها، وتعاون مستمر بين الشركة المصنعة وبين مشغلي المروحيات، وكل ذلك أبعد ما يكون عن الوضع في إيران التي تضررت بفعل العقوبات، ليبلغ الضرر مداه في مقتل الرئيس.
كفاءة الطيارين
وأشار الموقع إلى أن سلاح الجو الإيراني كان أحد أسلحة الجو الأكثر تقدمًا في الشرق الأوسط حتى عام 1979، إلا أنه فُكِّك وأعيد بناؤه من جديد عقب الثورة الإيرانية.
وتابع، إن قادة سلاح الجو الإيراني أُعدموا حينذاك؛ بتهم الفساد أو بسبب قرابتهم للشاه الإيراني، والكثير منهم فروا إلى الخارج.
ومنذ ذلك الحين يكافح سلاح الجو الإيراني بموارد تقل عن تلك الخاصة بالحرس الثوري، حيث يركز الأخير على تطوير برنامج الصواريخ البالستية مقارنة بتأخر خطط التطوير بسلاح الجو.
وأردف أنه حين يحلق الطيارون بمروحية وعلى متنها شخصية كبرى، أسرعت للعودة عقب اجتماع في أذربيجان، إذ كان يتعين على الطيار أن يكون محترفًا لمواجهة الأحوال الجوية.
وليس هذا فحسب، فالاحتراف هنا يعني أنه كان عليه أن يرفض التحليق أساسًا في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة.
عميل الموساد
الموقع أشار في تقرير آخر إلى انتشار رواية عدَّها مزحة، بشأن كون الطيار الإيراني هو عميلًا للموساد الإسرائيلي يدعى إيلي كوبتر، وأنه نفذ عملية انتحارية لصالح الاستخبارات الإسرائيلية.
الاسم الذي يبدو قريبًا من كلمة "هليكوبتر" ورد للمرة الأولى في تغريدة ساخرة على منصة (إكس) تعقيبًا على مقتل رئيسي، إلا أن محطات تلفزة ووسائل إعلام وتواصل اجتماعي تناقلتها على أنها حقيقة.
ولم تفقه وسائل الإعلام أن التغريدة الإسرائيلية ساخرة، ومن ثم استعان بها مذيع قناة i24news الإسرائيلية بالقسم الناطق بالفرنسية.
كما تناقلها رواد منصة "ريديت" لصناعة المحتوى الإخباري، فيما ذكر الموقع أن الخبر الكاذب وصل إلى حركة حماس وقناتها الرسمية على تليغرام، وأنها اقتبسته على أساس أنه حقيقي.