تسعى الصين إلى تعزيز ترسانتها النووية بشكل متسارع، ويمكن أن تمتلك عددًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثل الولايات المتحدة بحلول عام 2030، بعد أن زادت عيها 90 رأسا خلال العام الحالي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ووفقًا لتقرير سنوي صدر الأحد عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "SIPRI"، وهو مجموعة تتابع الأمن العالمي والحد من الأسلحة، فإن المخزون العسكري الصيني ارتفع من 410 رؤوس حربية نووية العام الماضي إلى 500 رأس حربي اعتبارًا من يناير/ كانون الثاني 2024.
وجاء التوسع في قدرات الصين في الوقت الذي حذر فيه "معهد ستوكهولم"، من أنه حتى مع انخفاض العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية في جميع أنحاء العالم مع التخلص التدريجي من أسلحة حقبة الحرب الباردة، كانت هناك زيادات مطردة على أساس سنوي في عدد الرؤوس الحربية التشغيلية التي يمكن أن تكون قادرة على حمل أسلحة نووية، ويمكن استخدامها بسرعة في حالة الصراع.
وفي حين يتم الاحتفاظ بحوالي 2100 رأس حربي نووي منشور عالميًا في حالة "تأهب تشغيلي عالٍ"، تنتمي جميعها تقريبًا إلى روسيا أو الولايات المتحدة، يُعتقد أن الصين وضعت بعض الرؤوس الحربية على هذا المستوى من التأهب لأول مرة.
وأضافت الصحيفة، أن "التعزيز الهادئ للترسانة النووية الصينية يأتي مع استمرار صراعات مختلفة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الحربان في أوكرانيا وغزة".
كما كان للحرب في أوكرانيا تأثير سلبي على محادثات الحد من الأسلحة النووية، وقلصت الفرص المتاحة لكسر الجمود الذي طال أمده في السيطرة على الأسلحة النووية وعكس الاتجاه المثير للقلق المتمثل في قيام الدول المسلحة نووياً بتطوير ونشر أنظمة أسلحة جديدة.
ويُعتقد أيضًا للمرة الأولى، أن الصين نشرت عددًا صغيرًا من الرؤوس الحربية في وقت السلم، حيث قامت بتجهيزها على الصواريخ بدلاً من تخزينها بشكل منفصل عن المركبات التي يمكنها إطلاقها نحو الهدف.
ومن بين الرؤوس الحربية الصينية البالغ عددها 500 رأس، تم نشر 24 رأسًا حربيًا اعتبارًا من يناير/كانون الثاني، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم أيضًا، أي أقل من 5 % من مخزونها.
وبالمقارنة، كانت الولايات المتحدة قد جهزت ما يقرب من نصف رؤوسها الحربية، حيث تم نشر 1770 رأسًا حربيًا من أصل 3708 رؤوس حربية في مخزونها.
ويشمل مخزون الولايات المتحدة المؤلف من 5044 رأسًا حربيًا، المخزون بالإضافة إلى الرؤوس الحربية التي من المقرر تفكيكها.
وخلُصت الصحيفة إلى أن الزيادة في ترسانة الصين المتوقعة بحلول 2030 ستبقى أقل من 20% من ترسانة الولايات المتحدة المقدرة بـ 5044، وترسانة روسيا التي تمتلك 5580 رأسًا حربيًا.
ويبدو أن الصين ترغب من خلال هذه التوسعة بإقناع الولايات المتحدة وآخرين بمعاملة الصين باعتبارها دولة قوية وبنفس القدر تستحق الاحترام، وتستحق أن تعامل على قدم المساواة.