فتح تهديد طهران بـ"حرب مدمرة" ضد تل أبيب، في حال إقدام الأخيرة على شن حرب واسعة في لبنان، تساؤلات بشأن مدى إمكانية اندلاع مواجهة بين الدولتين، خاصة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل/نيسان، ردًا على اغتيال قادة من الحرس الثوري في سوريا.
وحذر خبراء ومحللون، من إمكانية أن يؤدي أي هجوم عسكري محتمل من الجيش الإسرائيلي على لبنان، لبدء حرب واسعة ضد إسرائيل، خاصة مع إمكانية دخول إيران وأطراف إقليمية أخرى في حرب قد تكون مدمرة.
وردّ وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على تحذيرات بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، بالتهديد بالتحرك بقوة في حال "لم يوقف حزب الله إطلاق النار وينسحب من جنوب لبنان".
حرب مدمرة
وقال الخبير في الأمن القومي، أسعد غانم، إن "إسرائيل وبالرغم من أنها غير معنية بمواجهة عسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان؛ إلا أنه في حال اندلاع مثل هذه الحرب فإنها ستكون مدمرة، ويمكن أن توصف بأنها حرب إبادة".
وأضاف غانم، أن "أي مواجهة بين لبنان وإسرائيل ستدفع إيران وحلفاءها بالمنطقة للدخول على خط المواجهة، وهو ما سيجعلها الحرب الأعنف والأقسى على المنطقة والعالم خلال العقود القليلة الماضية".
وأشار إلى أن "مثل هذه الحرب ستحدث دمارًا كبيرًا في لبنان وأيضًا في الجبهة الشمالية لإسرائيل، ويمكن للجيش الإسرائيلي أن يكرر سيناريو الحرب في غزة ضد اللبنانيين"، مرجحًا أن تكون الحرب أعنف بأضعاف مما هي عليه في غزة.
وقال غانم: "إسرائيل جادة في الدخول بحرب مدمرة ضد لبنان؛ لكن الولايات المتحدة تبذل جهدًا من أجل منع ذلك في الوقت الحالي"، مشددًا على أن مثل هذه الحرب ستحدث تغييرات جذرية في المنطقة والعالم، وستكون أطول من الحرب بغزة.
ورجح المحلل السياسي، "نجاح المساعي الأمريكية للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحرب".
المواجهة الأعنف
ومن جهته، يرى المحلل السياسي حاتم أبو زايدة، أن "الجيش الإسرائيلي يستعد للمواجهة الأعنف مع لبنان"، مبينًا أن هذه المواجهة ستكون إيران طرفًا فيها وستتحول المعركة لحرب إبادة بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى.
وقال أبو زايدة، إن "الحكومة اللبنانية تحاول في الوقت الحالي منع أي هجوم إسرائيلي ضد لبنان، خاصة وأنها تدرك أن ذلك يعمق الأزمات الكبيرة في البلاد؛ إلا أنها ستكون مضطرة لتكون جزءًا من الحرب".
وأشار إلى أن "أي انتقادات من قبل الحكومة والأحزاب اللبنانية لحزب الله الذي جرّ لبنان للحرب مع إسرائيل لن تكون ذات جدوى حال اندلعت المواجهة"، مشددًا على أن الأطراف المعارضة لسياسات حزب الله ستسعى للتجاوب مع المحاولات الأمريكية والدولية لوقف التصعيد.
ويعتقد أن "الأصوات المطالبة بتحييد سلاح حزب الله اللبناني، ومنع ميليشياته من التحكم في مصير البلاد ستتعالى؛ إلا أن كل ذلك في حال نشوب الحرب المدمرة لن يغير المعادلات الجديدة".
ووفق أبو زايدة، فإن الاجتماع المرتقب بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إيران، سيؤدي إلى الاتفاق على سيناريوهين بشأن الحرب مع لبنان والتوترات مع إيران، بحيث يتم الاتفاق على تفعيل المسار السياسي لمنع الحرب بشكل أساسي وهو السيناريو الأول.
أما السيناريو الثاني، حسب المحلل السياسي، "فيتمثل في التوافق على شكل الحرب المدمرة بين إسرائيل وإيران، خاصة وأن الولايات المتحدة طرف فيها"، لكنه أكد أن هذا الخيار هو الأضعف. وكالات