ترى الحكومة الإيطالية أن هذا هو "الوقت المناسب" لإنشاء شراكات تكنولوجية وصناعية مع الشركات الصينية، والتي ستكون على وجه الخصوص أساس "منصات الإنتاج" المستقبلية في مجال التنقل الأخضر والكهربائي، لكن تظل بكين "منافساً في أفريقيا"، حيث ستقوم إيطاليا من خلال "خطة ماتي" بتوجيه مواردها، أي موارد الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، نحو مشاريع ملموسة لتحفيز نمو القارة، حسبما أفادت وكالة "آجي" الإيطالية للأنباء.
هذه هي فحوى الرسالة التي وجهها وزير الأعمال و"صنع في إيطاليا"، أدولفو أورسو، إلى وسائل الإعلام، خلال أول يوم له في مهمة رسمية في بكين.
وجاءت زيارة أورسو للتمهيد والتحضير لزيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى بكين في نهاية الشهر الجاري. وفي الأشهر المقبلة، سيقوم رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا بزيارة الصين أيضًا للاحتفال بالعلاقات الثنائية القوية بين البلدين، بالتزامن مع الذكرى الـ700 لوفاة ماركو بولو.
وفي مستهل زيارته، أكد الوزير على "أهمية التكنولوجيات الخضراء والتنقل الكهربائي"، وهي القطاعات التي "أصبحت الصين رائدة فيها على مستوى العالم". وعلى هذا فإن اجتماعات أورسو مع إدارة شركة تصنيع السيارات شيري ومجموعة مدينة الصين الصناعية، كانت "استراتيجية".
وأوضح الوزير: "لقد ناقشنا بعض المشاريع التي تهدف الشركة إلى تنفيذها في أوروبا والتي نأمل أن يتم تنفيذها أيضًا في بلادنا"، لافتا إلى أن "خيارنا للانفتاح على الاستثمارات الصينية، لا سيما في قطاعات التكنولوجيات الخضراء والتنقل الكهربائي، هو خيار استراتيجي"، مذكرا بالمهام الفنية العديدة التي نفذتها الحكومة في الصين بالفعل.
وحول اجتماعات اليوم مع وزير الصناعة، جين تشوانغ لونغ، ومع أمين الحزب الشيوعي لبلدية بكين، يين أوو، أكد الوزير أنها ستكون حاسمة في ضوء الإنشاء المحتمل لـ "منصات إنتاج في بلدنا، مع بمشاركة الشركات والمكونات الإيطالية”، موضحا أن الاجتماعات "تركز بشكل أساسي على قطاعات التنقل الكهربائي والتقنيات الخضراء والمنتجات الصيدلانية والمنتجات الراقية: القطاعات التي يمكننا من خلالها تطوير صادراتنا إلى الصين وجذب الاستثمارات إلى إيطاليا بفضل الشراكات المربحة للجانبين كلا الطرفين".
ويجب أيضاً الاعتراف بالصين باعتبارها "منافساً" في مجالات أخرى، على حد قول الوزير الإيطالي، ففي أفريقيا، على سبيل المثال، أكد أورسو، أن إيطاليا "تتحاور مع الجميع" وهي مستعدة "لأي تعاون مع دول ثالثة".
وأشار الوزير إلى أنه من الواضح أن "الصينيين موجودون بشكل كبير في أفريقيا حيث ينفذون سياستهم، كما تفعل الدول الأخرى" وإيطاليا، مؤكدا أن الصين "دولة منفتحة على أي شكل من أشكال الحوار والتعاون في جميع المجالات: لدينا رؤية إيجابية للعلاقات، ولكن في بعض الحالات نكون متنافسين ويجب أن نأخذ ذلك في الاعتبار، بينما في حالات أخرى يمكننا التعاون، كما فعلنا بالفعل ثبت في عدة مناسبات".