الرصاص الذي دوى في بنسلفانيا، حرم حرم الديمقراطيين من حرية انتقاد خصمهم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على الأقل إلى حين.
وانضمت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي إلى عشرات الديمقراطيين الذين أصدروا بيانات تعاطف وصلوات من أجل عدوهم اللدود.
هذا الموقف يأتي خلافا لموقف بيلوسي التي أمضت الأسبوع الماضي تحذر من مخاطر عودة ترامب للبيت الأبيض وهو ما يعني أن محاولة الاغتيال أدت إلى تغيير النقاش السياسي بالكامل وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها.
وقال التقرير الذي طالعته "نيروز الإخبارية" إن إطلاق النار أدى إلى إسكات الهجمات السياسية للديمقراطيين بشكل فعال وهو ما يمثل تحول جذري عن موقف قادة الحزب الذين استمروا في الهجوم على ترامب باعتباره تهديدا وجوديا.
وعلى الفور ندد كبار الديمقراطيين مثل زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، بالعنف السياسي.
كما أكد الرئيس السابق باراك أوباما أنه "لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف السياسي في ديمقراطيتنا" وقال "على الرغم من أننا لا نعرف بعد ما حدث بالضبط، إلا أنه يجب علينا جميعًا أن نشعر بالارتياح لأن الرئيس السابق ترامب لم يصب بأذى خطير" داعيا "لاستغلال هذه اللحظة لإعادة إلزام أنفسنا بالكياسة والاحترام في سياساتنا".
وكانت استجابة الأغلبية الساحقة من الديمقراطيين في الكونغرس هي إدانة العنف لكن معظمهم حرص على تجنب السياسة رغم حالة الذعر التي تهيمن على الحزب الديمقراطي بشأن فوز ترامب المحتمل.
وقال النائب لويد دوجيت "العنف يولد العنف، سواء كان موجهاً إلى ترامب أو مستوحى منه. إنني أدين بشدة جميع أعمال العنف وآمل أن تتخذ إجراءات سريعة لإنفاذ القانون".
وأضاف لودجيت الذي يعد من أوائل النواب الديمقراطيين الذين حثوا بايدن على التنحي "في أمريكا، يجب أن نجعل أصواتنا مسموعة من خلال بطاقات الاقتراع، وليس الرصاص".
ومن السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر إطلاق النار على الانقسام بين الديمقراطيين في الكونغرس والذي استمر طوال الأسبوعين الماضيين بسبب الأداء الكارثي لمرشحهم جو بايدن في مناظرته مع ترامب وهو ما دفع الكثيرون لمطالبة الرئيس بالانسحاب من الانتخابات فيما نادى آخرون بضرورة التوحد خلف مرشح الحزب.
وسيلقي الحادث بظلاله على مؤتمر الحزب الجمهوري غدا الإثنين، حيث يحظى الاجتماع الذي سيعلن فيه رسميا ترشح ترامب لسباق البيت الأبيض على اهتمام الأمة بأكملها فيما يحتشد الجمهوريون الآن خلف ممثلهم الذي توقع الكثيرون علنا أنه بات أكثر يقينا من الفوز في نوفمبر /تشرين الثاني.
وبعد ساعات قليلة من إطلاق النار، ألقى الجمهوريون باللوم في محاولة الاغتيال على الخطاب الديمقراطي، وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز في بيان: "على مدى أسابيع، كان الزعماء الديمقراطيون يغذون الهستيريا السخيفة بأن فوز دونالد ترامب سيكون نهاية الديمقراطية في أمريكا”.
وأضاف "من الواضح أننا رأينا مجانين من اليسار المتطرف يتصرفون بناءً على خطاب عنيف" مشيرا إلى ضرورة أن يتوقف هذا الخطاب التحريضي.
البحث عن استراتيجية جديدة
تسعى حملة الرئيس بايدن الانتخابية إلى تبني استراتيجية جديدة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها منافسه الجمهوري دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا، بما يشمل قرارا بعدم مهاجمة الرئيس السابق في الوقت الحالي.
وفي غضون ساعات من إطلاق النار على ترامب، أوقفت حملة بايدن الإعلانات التلفزيونية وعلقت الاتصالات السياسية الأخرى التي كانت تسلط الضوء على إدانة ترامب في مايو/ أيار بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لنجمة إباحية للتستر على فضيحة جنسية قبل الانتخابات الأمريكية في 2016.
وقال مسؤولون في حملة بايدن رفضوا ذكر أسمائهم إن البيت الأبيض والحملة الانتخابية لن يهاجما ترامب في الأيام المقبلة وسوف يركزان بدلا من ذلك على مواقف الرئيس السابقة المتمثلة في استنكار جميع أنواع العنف السياسي، بما يشمل انتقاداته الحادة "للفوضى" التي خلقتها الاحتجاجات الجامعية على خلفية الصراع بين إسرائيل وغزة.
وكان مستشارو بايدن يأملون في توقف الدعوات التي أطلقها بعض الديمقراطيين وغيرهم في الآونة الأخيرة لمطالبة بايدن بالتنحي والسماح لمرشح آخر بتمثيل الحزب الديمقراطي في انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال أحد مسؤولي الحملة عن محاولة الاغتيال "هذا يغير كل شيء... ما زلنا نقيم الوضع. إقامة الحجج على ترامب... ستكون أكثر صعوبة".