في هذا الوطن ..دأب كثيرون أن لا ينظروا الإ الى النصف الفارغ من الكأس ...وتتعامى عيونهم قصداً..عن النصف الآخر الملآن منه ...وكعادتهم وديدنهم يأبى السودايون والجاحدون أن ينشروا الفضيلة بين الناس.....ولأننا ننظر لهذا الوطن وأهله وقيادته وجيشه وامنه ..بعين المحب ....فإن من الواجب أن نُنزِل الناس منازلهم.
وأن من الإنصاف أن نذكر مناقب الرجال الذين ماخانوا الأمانة ولاحنثوا بالقسم ...ولاشك أن الحديث عن مناقب رجل بحجم ابا الحسن يأتي من باب شهادة الحق ...في شخصيةٍ عصاميةٍ استثنائيةٍ وطنية فولاذية ...شكَّلت بحق مدرسةً في حصافة الأداء ..والعطاء ..والادارة ... والعيسوي ....هذا الرجل القدوة ..الذي سخّر مايزيد عن ستين عاماً من عمره المديد باذن الله.
في خدمة وطنه ومليكه ..وشهد محطاتٍ مفصلية ودقيقة وحرجة وخطيرة ...من عمر هذه الدولة...وكان عطائه..نبعاً وطنياً دائماً ...متجدداً متدفقاً نقياً طاهراً.....من حقه علينا اليوم أن نقول فيه كلمة حق...وان نشهد فيه شهادة الرجال للرجال ...وأن نذكره بخير..وأن نُزجي له الشكر تلو الشكر ..والثناء تلو الثناء ...فلعل في سرد سيرته عبرةً ودرساً للكثيرين ممن هم في مواقع المسؤولية والقرار.