يحتوي ديوان "قصَّتي سأرويها شعرًا" للشاعرة العُمانية عائشة الفزارية عددًا من القصائد التي تهدف إلى تهذيب النفس وتربيتها على الفضائل.
تتحدث الشاعرة في المجموعة الصادرة حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، بلسان شخصيات النصوص، فتبدأ أولى القصائد بعنوان "الثعلب الماكر":
"قالوا لنا فيما مضـى
ديكٌ تولَّى مُعرِضَا
لمَّا أتاهُ الماكِرُ
أغراهُ منه الظاهِرُ
قد جاءَ يسعى ناصحَا
عن وُدِّه قد أفصحَا
من فجوةٍ في السُّورِ
قد فاز بالعبورِ".
ومن خلال النص السابق تنصح الشاعرةُ الإنسانَ بطريقة غير مباشرة بالابتعاد عن الماكرين وألا ينخدع بالظاهر.
وفي قصيدة أخرى بعنوان "التقليد الأعمى" تسعى الشاعرة إلى ترسيخ مفهوم الرفق بالحيوان من خلال تسلسل الأحداث عبر أبيات القصيدة، فتقول:
"ماذا جرى يا سامي
وما اقترفتَ من آثامِ؟
أفصِح وبِالتَّمامِ
أنصت وباهتِمامِ.
لي صُحبةٌ أشـرارُ
في خفيةٍ قد ساروا
حتَّى بدا الحِمارُ
مِنْ حولِهِ استداروا".
ومع قلة عدد أبيات قصيدة "سعد في ورطة" إلا أنَّ الشاعرة تضمّنها حِكمًا عميقةً، إذ تقول:
"بعد دقائقَ قَدْ دوَّى
صوتُ النجدةِ في الأرجاءْ
سقطَ الحائِطُ مُنهارًا
فانتشلوهُ بعدَ عناءْ
من يسلُكْ دربَ الأخطارْ
كالماشـي وسْطَ الظلماءْ
يبكي سعدٌ في وجَلٍ
ليس يُفيدُ اليومَ بُكاءْ".
جديرٌ بالذكر أنَّ عائشة الفزارية تخرّجت في جامعة السلطان قابوس (ليسانس آداب، دبلوم تأهيل تربوي، دبلوم إشراف تربوي)، وهي عضو في الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، وفي مجلس صحم الشعري، ولها العديد من المساهمات والمشاركات الشعرية في البرامج والمجلات والكتب.