مع تعثر الوصول إلى نهاية لحرب أوكرانيا عبر طريقي المفاوضات أو الحسم العسكري -حتى الآن-، طرحت كييف شرطًا لإنهاء الأزمة.
شرط وحيد، وضعه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإنهاء الحرب في بلاده، قائلا إن «التنازلات الإقليمية التي تطلبها روسيا لإنهاء الحرب ممكنة لكن بشرط وحيد»، وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال زيلينسكى إن أوكرانيا «لن تتخلى أبدًا عن أراضيها لأن هذا سيكون هجومًا على الدستور»، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة تعد "مسألة صعبة للغاية".
وفي تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، قال زيلينسكي إنه يمكن التنازل عن الأرض من خلال تنظيم استفتاء في أوكرانيا.
وأوضح في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية مثل لوموند ووكالة الأنباء الفرنسية أن القرارات المتعلقة بسلامة الأراضي الأوكرانية لا يمكن أن يتخذها الرئيس، بل الشعب.
وأضاف: "هذا يتعارض مع دستور أوكرانيا.. ليس لدى أصحاب السلطة الحق الرسمي في التخلي عن أراضيهم"، مؤكدًا لكي يحدث ذلك، "يتعين على الشعب الأوكراني أن يريد ذلك"، دون استبعاد إجراء استفتاء بشأن هذه المسألة.
لكن زيلينسكي زعم أن هذه الخطوة "ليست الخيار الأفضل لأننا نتعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيكون انتصارًا له إذا استولى على جزء من أراضينا".
وأكد زيلينسكي أن ممثلي روسيا يجب أن يشاركوا في قمة ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لتقديم خطة سلام تستند إلى صيغته للسلام التي أعلن عنها لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي تتضمن انسحاب جميع القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية وهي الصيغة التي رفضها الكرملين أكثر من مرة.
وبعد عامين ونصف العام من الحرب، ما زال خيار المفاوضات بعيدا كل البعد لكن الاستطلاعات الأخيرة في أوكرانيا أشارت إلى تغير رأي المواطنين بشأن المحادثات مع روسيا.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في مايو/أيار أن ثلث الأوكرانيين (32%) سيقبلون التنازل عن الأراضي من أجل السلام والاستقلال مقارنة بـ 26% في فبراير/شباط من هذا العام و9% في فبراير/شباط 2023.
في المقابل، يرفض أكثر من النصف (55 %) من الأوكرانيين التنازل عن الأراضي لروسيا إذا كان ذلك سينهي الحرب، ومع ذلك تمثل تلك النسبة انخفاضا من 74% في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي يوليو/تموز الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن 44% من الأوكرانيين يتفقون على أن الوقت قد حان لبدء المفاوضات مع روسيا.