حماسة المتطوعين في أوكرانيا للانضمام للجيش تلاشت مع الوقت لتتحول لنوع «من الفوبيا» من الموت بسبب كثرة القتلى وطول أمد الحرب.
ويلجأ الكثير من الأوكرانيين للفرار من البلاد لتجنب استدعائهم للقتال ضد الغزاة الروس، عقب خفض سن التجنيد الإلزامي لتعويض النقص.
ومع اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، تطوع الكثير من الأوكرانيين في صفوف الجيش، لكن طول الحرب وكثرة القتلى في صفوف الجيش دفع الكثيرين للفرار لتجنب الاستدعاء، وفقا لشبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية.
وأعرب الكثيرون عن خوفهم من الموت في معركة تميزت بقتال خنادق مروع ومعدل وفيات وحشي، فيما ذكر آخرون أن رفضهم للتجنيد الإجباري بسبب ما اعتبروه تدريبًا غير كافٍ قبل إرسالهم إلى الخطوط الأمامية، واختار البعض تجنب التجنيد لأسباب عائلية معقدة.
وأجرت الشبكة مقابلات مع عدد من الأوكرانيين الذين فروا من البلاد أو اختبأوا عن سبب اتخاذهم مثل هذه الإجراءات الجذرية.
وفي حديثه إلى الشبكة، قال أحدهم ويدعى إيغور: "عندما بدأت الحرب، كان هناك شعور وطني جارف. وأردت أيضًا الالتحاق بالجيش. أعرف أشخاصًا ماتوا بالفعل، لم يمكثوا على الجبهة أكثر من وكان هذا كل شيء، ماتوا. أنا أعلم أنني إن ذهبت إلى الحرب وأصبحت معاقًا، فلن يهتم بي أحد سوى أقاربي.
وقال إيغور إن قرار مغادرة أوكرانيا كان مؤلمًا، وأشعره بالذنب.
الأكثر فقرا
وشكا البعض في أوكرانيا من أن جهود التعبئة في أوكرانيا تستهدف الرجال في المناطق الأكثر فقراً. كما أثيرت تساؤلات حول مقاطع فيديو تُظهر ضباط التجنيد وهم يمسكون بالرجال من الشارع.
وقال رجل أوكراني آخر، أطلق على نفسه اسم دينيس: "يجب أن تكون قد تدربت لسنوات عديدة لتكون جنديًا فعالاً، وليس مجرد وقود للمدافع. أعتقد أنني سأقتل في الدقائق الخمس الأولى من وصولي للجبهة.
أما صحيفة الغارديان البريطانية، فأشارت إلى أن آلاف الرجال الحدود الأوكرانية بشكل غير قانوني الحدود هربا من التجنيد الإجباري.
في ارتفاع
يتوقع أن تتزايد محاولات الفرار من البلاد بعد اعتماد أوكرانيا مؤخرا تدابير التعبئة الشاملة الجديدة، التي تمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من المغادرة، وتسمح للجيش باستدعاء المزيد من الجنود وفرض عقوبات أكثر صرامة على التهرب من التجنيد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بداية الحرب، يُعتقد أن أكثر من 20 ألف رجل فروا من البلاد لتجنب التجنيد الإجباري، بعضهم سبح وغرق أثناء محاولتهم عبور حدود أوكرانيا إلى رومانيا.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ذكر أندريه ديمتشينكو، رئيس خدمة حرس الحدود الحكومية الأوكرانية، أن ما لا يقل عن 30 رجلاً أوكرانياً لقوا حتفهم أثناء محاولتهم العبور، على الرغم من أن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، حيث من غير المرجح أن يتم انتشال بعض الجثث على الإطلاق.
وفي مقابلة مع الصحيفة، أشار البعض، مثل دميترو الذي يعمل مصورا، إلى أنه تواصل مع أصدقائه الذين فروا عبر الإنترنت ووعدوه بتسهيل هروبه مقابل رسوم باهظة تبدأ من 8000 يورو.