سجلت البورصة الأمريكية أسوأ تراجع لها منذ انهيارات جائحة كورونا، وقد أغلقت الأسهم على انخفاض قبل ساعات في نهاية تداولات أمس الجمعة.
وقد سجلت البورصة الأمريكية خسائر في قطاعات الخدمات الاستهلاكية، والنفط والغاز الطبيعي والصناعات.
وعند نهاية التداولات في نيويورك، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي على انخفاض عند 1.51%، بينما مؤشر ستاندرد آند بور 500 انخفض بنحو 1.84% ومؤشر ناسداك هبط بنحو 2.45%.
وقد هبطت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات آخر الأسبوع، مع انخفاض عائد السندات العشرية لأدنى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، في ظل تدافع محموم من المستثمرين على شراء السندات، طلبًا للملاذ الآمن مع تجدد مخاوف الركود الاقتصادي.
وعند إغلاق التداولات، انخفض "داو جونز" بنسبة 1.5% أو 610 نقاط عند 39737 نقطة، لينهي المؤشر الصناعي سلسلة مكاسب امتدت لأربعة أسابيع، بعد تراجعه منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.10%.
فيما تراجع "إس آند بي 500" بنسبة 1.85% أو 100 نقطة عند 5346 نقطة، ليسجل المؤشر خسائر للأسبوع الثالث على التوالي، بعد انخفاضه خلال تعاملات الأسبوع بأكثر من 2%.
وهبط "ناسداك" بنسبة 2.45% أو 417 نقطة عند 16776 نقطة، ليواصل مؤشر التكنولوجيا تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي، ويدخل نطاق التصحيح، بعد خسارته هذا الأسبوع بنسبة 3.35%.
ومما زاد الضغط الهبوطي نزول سهمي أمازون وإنتل بعد نتائجهما الفصلية وتوقعاتهما المخيبة للآمال.
ما أسباب انهيار البورصة الأمريكية؟
سجلت الأسهم الأمريكية انخفاضاً حاداً للجلسة الثانية على التوالي أمس الجمعة، وأكد مؤشر ناسداك المجمع أنه في منطقة التصحيح بعد أن أدت بيانات الوظائف الضعيفة إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ اقتصادي.
وقالت وزارة العمل إن الوظائف غير الزراعية زادت 114 ألف وظيفة في الشهر الماضي، وهو رقم أقل بكثير من متوسط التوقعات البالغ 175 ألف وظيفة بحسب استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء الاقتصاد.
كما أنه أقل بكثير عن رقم 200 ألف وظيفة يعتقد خبراء الاقتصاد أنها ضرورية لمواكبة النمو السكاني. وقفز معدل البطالة إلى 4.3 بالمئة، وهو ما يقرب من أعلى مستوى في ثلاث سنوات.
وزادت البيانات المخاوف من تباطؤ الاقتصاد بوتيرة أسرع من المتوقع ومن أن يكون بنك الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) أخطأ عندما ثبت أسعار الفائدة في اجتماعه الذي اختتم يوم الأربعاء.
وقفزت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الاتحادي في سبتمبر/أيلول إلى 69.5 بالمئة صعودا من 22 بالمئة في الجلسة السابقة، وفقا لأداة "فيد ووتش" التابعة لمشغلة البورصات "سي إم إي".
تداعيات انهيار البورصة الأمريكية
اهتزت أسواق الأسهم العالمية بعد أن أظهرت بيانات أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قفز إلى أعلى مستوى في 3 سنوات وسط تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، ومخاوف من ركود أكبر اقتصاد في العالم.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 3% -أمس الجمعة- مع تعرض أسواق الأسهم الأمريكي لاضطرابات إثر تقرير الوظائف الأمريكي ومخاوف الركود والاضطرابات الجيوسياسية العالمية.
وتراجعت معظم المؤشرات الفرعية الأوروبية، إذ هوى قطاع التكنولوجيا 6.1%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وخسر قطاع الشركات المالية 5.2% في حين تراجعت أسهم البنوك 4.3% لتواصل انخفاضها من الجلسة السابقة.
وفي اليابان هوى المؤشر نيكي الياباني بنحو 6% -أمس الجمعة- ليسجل أسوأ جلسة في أكثر من 4 سنوات مع عزوف المستثمرين عن الأصول التي تنطوي على مخاطرة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وعدم اليقين بشأن المسار الذي سيتبناه المركزي الياباني إزاء السياسة النقدية.
وأغلق المؤشر نيكي منخفضا 5.81% عند 35909.7 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 26 يناير/كانون الثاني الماضي وأكبر تراجع يومي منذ مارس/آذار 2020.
وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 6.14% إلى 2537.6 نقطة في أكبر انخفاض يومي منذ منتصف عام 2016.
وقال يوجو تسوبوي كبير المحللين لدى دايوا للأوراق المالية: "تحول الزخم في السوق الأميركية ليصبح سلبيا الليلة الماضية مع تزايد المخاوف حيال الركود. وضغط ذلك كثيرا على الأسهم اليابانية اليوم".
وتراجعت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات وعددها 33 في بورصة طوكيو، وقاد القطاع المالي الخسائر.