فيما أعلنت منظمةُ الصحة العالمية مرضَ "جدري القرود" حالة طوارئ صحية للمرة الثانية خلال عامين عقب تفشّي الوباء في دول أفريقية، أكدت وزارة الصحة الكويتية المتابعة الدقيقة للمرض، في حين رأى أطباء مختصون بالكويت أن المرض الناجم عن الفيروس لا يدعو للقلق، واحتمال انتقاله للكويت ضعيف.
وحسب صحيفة "الراي" الكويتية: أفادت الوزارة بمتابعتها عن كثب لتطورات تفشي مرض جدري القرود في دول أفريقية عدة، على وقع الإعلان بأن تفشي المرض أصبح "حالة طوارئ صحية عالمية"، وظهور سلالة جديدة للمرض.
وأكدت "الصحة" الكويتية "التنسيق بشكل مستمرّ مع الشركاء الدوليين في المركز الخليجي للوقاية من الأمراض، وكذلك مع منظّمة الصحة العالمية؛ لمراقبة الوضع والتأهب والاستعداد وفقًا للمستجدات الوبائية، وأن مركز الكويت للوقاية من الأمراض ومكافحتها "CDC"، يعمل بشكل وثيق مع جميع الجهات المعنية لتعزيز الجهود الوطنية للوقاية من الأمراض المعدية والتصدي لها".
احتمال انتقاله للكويت.. ضعيف
إلى ذلك رأى استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور فهد النجار، أنّ تأثيرات الفيروس وتداعياته ينبغي أن تبقى تحت الملاحظة والمراقبة وعدم تساهل المجتمع الدولي في التعامل معه، وطمأن إلى أن احتمالية انتقال العدوى إلى الكويت تظلّ ضعيفة.
ونقلت "الراي" تأكيد "النجار"، على ثقته في المنظومة الصحية في اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية، التي تمنع وفادة المرض إلى البلاد، لاسيما مع إعلان "الصحة العالمية" أن "جدري القرود" الحالي يثير القلق أكثر هذه المرة من التفشّي السابق؛ لأنه ينطوي على متحور جديد من المرض.
استبعاد الجائحة
وحول إمكانية تحول المرض إلى جائحة، استبعد الدكتور النجار حدوث ذلك، لافتًا إلى أن من غير المرجح أن يتحول إلى جائحة مثل "كورونا"، بَيْدَ أنّه يعدّ حتى الآن طارئة صحية تثير قلقًا دوليًّا؛ ما يشير إلى إمكانية انتقاله، بعد تزايد تسجيل حالات المرض في 16 بلدًا أفريقيًّا حتى الآن، ودخول المرض بعض دول القارة للمرة الأولى.
التطعيم
وأوضح أنّ التطعيم ضد مرض الجدري يحمي من جدري القرود، غَيْرَ أنّ المشكلة أن كفاءة التطعيم تنخفض مع مرور الوقت، مشيرًا إلى آخر تطعيم للجدري تطعم به الكويتيون كان عام 1967، وقت انتشار المرض؛ حيث تلقّى التطعيم آنذاك 400 ألف شخص.
أعراض
ونقلت "الراي" عن طبيب الأمراض الجلدية الدكتور محمد العدواني، أن الأعراض الجلدية لجدري القرود في بداية الإصابة بالمرض، تشبه أعراض الإنفلونزا العادية، مثل الشعور بالتعب، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ووهن عام بالجسم أثناء "فترة غزو" المرض، أي عندما يدخل الفيروس خلايا الجسم، وبعد ذلك يحدث انتفاخ للغدد؛ نظرًا لأنّ الجهاز المناعي يكثف حربه ضد العدوى، ثم يحدث طفح جلدي، يمرّ بمراحل مختلفة من "الهياج الجلدي" الذي يبدأ بطفح سطحي واحمرار، ثم تتكون نتوءات وتقرحات، قبل مرحلة تكوين قشور تبدأ على شكل بقع حمراء فقط، ثم تتطور إلى بثور على الجلد، ثم تبدأ هذه التكتلات والنتوءات الحمراء في التقرح، وتمتلئ بسائل أبيض يشبه القيح، بعدها تذبل هذه البثور وتتقشر، وتلتئم القشرة في النهاية وتسقط.
مرض معروف
وأكد "العدواني" أنه ليس هناك ما يدعو للقلق؛ إذ غالبًا ما يكون خفيفًا، كما توجد لقاحات وعلاجات، على الرغم من أنه قد يكون أكثر خطورة عند الأطفال الصغار والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كمرضى السرطان ومرضى الفشل الكلوي.
انتشار بطيء
ولفت إلى أن المرض ينتشر بشكل أبطأ من "كوفيد 19"، كما أن الطفح الجلدي المميز والمؤلم يجعل من الصعب عدم ملاحظته؛ ما يجعل مهمة العثور على الأشخاص المصابين به، وتطعيم أولئك المعرضين لخطر الإصابة به أسهل، وعليه لا داعي للخوف والقلق.
التحذير الثاني
إلى ذلك قال استشاري الأمراض الباطنية الكويتي الدكتور غانم السالم: إن إعلان منظمة الصحة العالمية حول التحذير من انتشار جدري القرود يعتبر الثاني بعد عام 2022 - 2023.
ولفت السالم إلى أن التحذير جاء بسبب تحور جديد للفيروس واتساع انتشاره الجغرافي، لافتًا إلى أن جدري القرود مرض فيروسي يسبّبه فيروس جدري القرود، ويختصر عادةً باسم "MPXV"، وهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي، والذي تم تغير اسمه إلى "mpox" بواسطة منظمة الصحة العالمية.
الغالبية تتعافى
وبيّن أن معظم الناس يتعافون منه تمامًا، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد، لافتًا إلى أن الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة معرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن جدري القرود، وفي هذه الحالات قد تصل نسبة الوفاة إلى 10 في المئة.
لا رصد لأي حالة
وأشار "السالم" إلى عدم رصد أي حالة في الكويت، وأن وزارة الصحة تبذل الجهود الكثيفة في مراقبة الوضع الصحي العام، وكذلك مراقبة المسافرين القادمين من الدول الموبوءة.