بقلم المؤرخ المفكر السياسي : د احمد عويدي العبادي ( أبو البشر ونمي )
بلقيس الأردنية أعظم ملكات الدنيا ملكات عظيمات زمن بلقيس
ملكات قديمات عظيمات ولكن لم يصلن الى مستوى بلقيس الأردنية
وإذا كانت سمعة وشهرة الملكة الأردنية العظيمة بلقيس رحمها الله قد طبقت الأرض والافاق غربا وشرقا وجنوبا وشمالا وكانت ملكة عابرة للتاريخ، والجغرافيا والمجتمعات، بما كانت عليه من صدقها في وثنيتها واسلامها خدمة لشعبها، ولم تقبل ان يكون الشعب عندها عبيدا او في خدمتها بل جميعا في خدمة الوطن وحمايته،
وهي لم تفرض رأيها بل تستشير وتسمع الآراء ثم تقرر في إطار توجهات راي الملأ أي علية القوم، بما ينفع بلدها وشعبها ويحافظ على انجازاتهم بعيدا عن الافساد والتخريب والهدم والتدمير. وذلك بنص القران الكريم : ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32)سورة النمل
وقد ظهرت في التاريخ ملكات عظيمات وبخاصة في بلاد الرافدين ووادي النيل، وتحوَّل بعضهن الى قديسات ثم الى انصاف الهة ثم الى الهة، وهو ما لم يكن في الأردن عبر التاريخ
وقد ظهرت ملكات اردنيات عظيمات في الممالك الأردنية وفي بادية الانباط وهي بادية تدمر السورية التي كانت استمرارا للبتراء، والغريب ان هناك قاسما مشتركا بين هاته الملكات رغم التباعد بينها مكانا وزمانا وهوية ولغة وثقافة،
والقاسم المشترك هو ان كل واحدة منهن كانت غاية في الجمال والجاذبية، وكل واحدة منهن قتلت زوجها وحكمت البلاد سرا في البداية، ومن ثم ظهرت علنا انها الحاكم بأمره.
وكل منهن انتهت نهاية غامضة ولها حياتها الخاصة التي تدور حولها التساؤلات والشبهات، ماعدا الملكة بلقيس التي كانت نقية وهي وثنية ونقية وهي مؤمنة، كانت عظيمة حقا، ونريد ان نضرب بعض الأمثلة بالأسماء والأماكن حول هاته الملكات القديمات
بنت سومر إنخيدوانا (2285-2250 ق م) أو( إن-هيدو-انا ) معناها الكاهن أو الكاهنة الأعلى، وهيدو معناها زينة أو حُلَّة، ومعناها زينة الكاهن الأعلى للإله ( آن ) وهو اسم يشير إلى الاله نانا (سين) إله القمر) الذي كان معبودا في الرافدين،
وكان تجار بلاد الرافدين يعبدونه في محطات استراحاتهم في سينا ( سين أ) الادومية وونجد تطابقا بين كلمة (سيناء ) العربية الثمودية الادومية الأردنية، و ( سين) إله القمر معبود الرافدين .
قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم : ( فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) سورة الانعام
و ( نخيدوانا )هي أميرة أكدية وهي إحدى أقدم النساء المعروفات بالاسم نخيدوانا (ابنة الملك الأكدي سرجون الأكدي، وأمها كاهنة عالية المقام من كاهنات إله القمر نانا (سين)) عند السومريين في مدينة أور،
وامها (أقدم شخصية معروفة تحمل هذا اللقب)، وهو منصب ذي امتياز سياسي وديني وروحي هام كانت تحمله عادة بنات الملوك، إنخيدوانا هي عمة الملك الأكدي نرام سين.
علماء الأدب والتاريخ القديم يعتبرون ( نخيدوانا) انها أقدم امرأة كاتبة وشاعرة حُبّ وجنس ،كما انها وصلت (إنخيدوانا) إلى أعلى مرتبة كهنوتية في الألف الثالث قبل الميلاد، مُعيَّنة من قبل والدها الملك سرجون الأكدي وكان لها دور بارز زمن حكم أبيها وأمها الملكة تاشلولتوم
وقد تركت مجموعة من الأعمال الأدبية التي تتضمن أشعارًا مكرسة (للإلهة إنانا / إله القمر ) ومجموعة من التراتيل المعروفة بِـ «تراتيل المعبد السومري» وهي تعتبر أولى المحاولات في الإلهيات المنتظمة،
كما قام والدها الملك سرجون بتعيينها في منصب الكاهنة الأعلى، في حركة سببت ضجة كبيرة وذلك لتأمين قوته في الجنوب السومري حيث توجد (مدينة أور) ، وفي هذا العهد بالذات عرفت بعض المناطق السومرية تمردات ضد حكم أخيها ( الملك ريموش ) ،
وقد تورطت في بعض الاضطرابات السياسية، فطُرٍدت من مكانتها، لكنها عادت إليها خلال حكم ابن أخيها ( الملك نرام سين) ، وكان لها دور في إقناع الجنوب السومري بإعادة حكم الأكاديين عليهم . ومن الممكن أنها استحقت ((صفة شبه إله)) وهذا هو بيت القصيد
تسبيح من أجل انانا/ إله القمر
وهنا نجد ان قصة سرجون الأول مشابهة لقصة سيدنا موسى عليه السلام رغم انها قبل النبي موسى بما يزيد عن ستة قرون , حيث دون الملك سرجون الأول الاشوري (1920 حتى سنة 1881 ق م ) الكلمات التالية على إحدى الرُقم الطينية شارحاً قصةَ مولده:
((والدتي الكاهنة حملتني جنيناً، وأنجبتني سرّاً، ووضعتني على فُلكٍ ( أي سفينة او قارب او زورق ) من ورق البرُدي، وأحكمت رتاج الباب. حملني النهر إلى فلاح اسمه ( أكّي ) ، الذي رباني كابنه. .. خلال عملي في عزق الحدائق، رأتني عشتار وأحبتني. وعلى مدى أربع وخمسين عاماً كان الملُكُ لي)) .
و(عشتار) هي الالهة المؤابية الأردنية التي كانت زوجة الاله المؤابي ( كموش ) وشرحنا قصتها وتفصيلاتها سابقا من هذا الكتاب وفي كتابنا ( المملكة الأردنية المؤابية )
ومن نصوص التسابيح نختار ما يلي :
أنا الكاهنة، إنخيدوانا،
حاملةً سلّة البخور، أنشدُ ترنيمتكِ السعيدة،
لكنني الآن لم أعد أسكن المعبد المقدس الذي شيَّدَتْه يداك.
صوتي الرخيم الحلو كالعسل صار نشازاً
وكل ما أعطاني المتعة تحول إلى غبار.
أنا إنخيدوانا، أتضرّع إليك، إنانا،
ودموعي مثل شراب حلو.
أه، أيتها الملكة التي ابتكرت النواح
مركبُ النواح سيرسو في أرض معادية
وهناك سأموت، أنشدُ الأغنية المقدسة
أوه، إنانا، المجدُ لكِ
اما في وادي النيل فظهرت الملكة الفرعونية: حتشبسوت (-توفيت عام 1482 ق.م.)
وتعني في اللغة المصرية القديمة خليلة الرب امون المفضلة على سائر السيدات، أو خليلة آمون دُرَّة الأميرات، وحكمت عشرين عاما من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م. وقد تركت خلفها ألغازا وأسرارا كثيرة وغامضة،
وربما يكون أكثرها إثارة الألغاز التي كانت في حياتها الخاصة، حيث نجد شخصية المهندس "سنموت” عشيقها السري الذي بنى لها معبدها الشهير فى الدير البحري، والذي منحته 80 لقبا، وقد بلغ من عشقه لمليكته أيضا، أن حفر نفقا يربط بين مقبرتها ومقبرته.
وجاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة الحب والعشق المحرم بينهما ؟؟؟ أي بين الاثنين ( المهندس سنموت ) , و ( الملكة حتشبسوت ) ، فشاركا بعضهما فى "حياة أسطورية” من المتعة والاستطابة والتمتع بالحب السري، وانتهى كل منهما نهاية غامضة، لا تزال لغزا حتى الآن.
وواجهت حتشبسوت مشاكل عديدة فى بداية حكمها، بسبب حكمها من وراء الستار، بدون شكل رسمي. ويقول بعض المؤرخين أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم. وأنها اكتفت بالمهندس لمتعتها الخاصة ، وحكمت من وراء الكواليس تارة وعلنا تارة أخرى حسبما هي الظروف والاحوال والحالات
واما الإمبراطورة الأردنية ذات الأسمين (الزباء / زنوبيا (240 -حوالي 274م)، وهي من الانباط الأردنيين واستمرارا لهم، وازدهرت ( تدمر ) بعد افول نجم البتراء على إثر احتلالها وتدمير هيبتها وسيادتها من قبل الاحتلال الروماني
، فكانت ملكة تدمر، (وسنفرد لها بحثا خاصا ان شاء الله تعالى)، واستقطبت اهتمام وخيال الأمم والشعوب كالعرب والأوربيين، وكانت ( تدمر) احدى ولايات مملكة الانباط الأردنية وعاصمتها البتراء، واستقلت وازدهرت عندما سقطت الحكومة المركزية في البتراء.
كانت زنوبيا النبطية الأردنية (الزباء / زنوبيا ) ملكة تدمر، قادت مع زوجها ( أذينة) عصياناً على الإمبراطورية الرومانية تمكنا خلاله من السيطرة على معظم سوريا
وحيث ان ( تدمر ) كانت ثلاثية اللغة وهي العربية وهي الأصل والسائدة، ومن ثم الآرامية واللاتينية ) وكان أهلها يعبدون الشمس، حيث لازال معبد الشمس قائما إلى الآن، وهو من أكبر الآثار التدمرية.
وكانت (الزباء / زنوبيا ) مشهورة بجمالها البدوي وجاذبيتها الصارخة وجمعها بين النعومة والصلابة، ومعروفة بإقدامها وذكائها، بحيث كانت جديرة أن تكون قرينة/ زوجة الملك العربي ( أذينة "Odainatti" بن حيران، بن وهب اللات )الذي كان يحمل لقب "رئيس المشرق" "Dux Orientis"،
وقد اشتركت ( زنوبيا ) مع زوجها ( أذينة ) بالفعل في سياسة ملكه أثناء حياته، ولم تخلفه في منصبه فقط بعد وفاته (سنة 266-267 ميلادياً) بل إنها عقدت العزم على بسط سلطانها على الدولة الرومانية الشرقية
وكان ابنها هبة الله بن أذينة لا يزال حينذاك طفلاً، فتسلمت مقاليد الحكم في يدها. بعد وفاة زوجها، وقادت جيوش مملكة تدمر في غزوها لمصر وآسيا الصغرى لفترة وجيزة، قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليان من هزمها وأسرها إلى روما،
حيث سرعان ما توفيت لأسباب غامضة، كانت تدمر استمرار للبتراء ثقافة وشعبا وطبيعة حيث ان تدمر في البادية السورية والبتراء في بادية جنوب الأردن
اما الملكة (سميراميس)، فهي ملكة ثمودية عراقية آشورية 800 ق.م.
(أي بعد عصر الملكة بلقيس الأردنية بقرن ونصف تقريبا)، واسمها من كلمتين هما: سيمو رامات ومعناه الحمامة، من الواضح ان معظم هذه الانجازات قد نسبتها الأسطورة إلى (سميراميس) خطئا، فليس هي التي بنت بابل، ثم ان الملك الكلداني نبوخذ نصر هو الذي اشاد هذه الحدائق تلبية لرغبة زوجته الميدية.
سميراميس أسطورة الجمال والحكمة والعصامية وقاهرة المستحيل بالجد والكد والطموح العالي، , وارتقت من بائعة حمام في السوق العام للمدينة الى ملكة صاحبة القرار .
تقول الأسطورة انها عاشت من وراء ( تربية الحمام ) وبيع الحمام فى سوق "نينوى" إلى ان وصلت "عرش الملكية" وتربعت عليه . تبناها ناظر خيول الملك وزوَّجها (لأؤنس ) مستشاره. أعجب الملك بذكائها واختطفها من زوجها فانتحر زوجها كمداً.
وتشير الترجمة العربية لمعنى اسم سميراميس انه الحمامة، أو محبوبة الحمام، وفى رواية أخرى يُعتقد أن هذا الاسم هو التحريف الإغريقي غير المقصود بسبب التداول للاسم الأصلي (سمو رامات) ويعنى (سيدة البلاط الملكي) وهي ملكة آشورية حقيقية أصلها من بابل، وهي أيضا تحمل اسما اخر هو : ( اشميرام الآرامية) ملكة أشور .
من هنا فانه يبدو ان اسم (سميراميس) هو الاسم الأشوري العراقي الأصلي (سمو رامات) وهي ملكة حقيقية مقدسة احاطتها الخرافات والاساطير كما أحاطت الملكة بلقيس
لان الأمم القديمة كانت أمما مُغرمة بالأساطير لإعطاء هالة غيبية لأي شخص مهم كملك او كاهن او قائد ذكرا كان ام انثى، وان أصله الهة او انصاف الهة، او ارتقى الى مراتب الالهة، او انه مخلوق من أصل مقدس او نزل من السماء
وهذه الصفات الخرافية هي التي التصقت بالملكة سميرا ميس، مثلما التصقت خرافات بالملكة بلقيس ان قدميها لم تكن بشرية. الا ان الفارق ان ( صفة الألوهية ) لم تلتصق بالمملكة بلقيس ولا باي ملك او ملكة اردنية، وان اقترنت ببعضهن صفة التقديس وليس التأليه،
فنجد ان بلقيس كانت تعبد الشمس كما ذكر القران الكريم (( وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) سورة النمل
وأنها في نهاية المطاف امنت بالله الواحد الاحد سبحانه وأعلنت انها مسلمة، حيث يقول تعالى : (( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) سورة النمل
وفي الحقيقة ان (سميراميس / سمور امات) كانت جميلة حقا وان جمالها اضفى عليها الاساطير، وأنها ام الملك الآشوري (أداد نيراري الثالث) الذي حكم بين (810-783 قبل الميلاد)
وأنها زوجة الملك شمسو / شمشي أدد/ حدد الخامس، حكم بين (823 – 811 قبل الميلاد)، وهو بدوره ابن شلمناصر الثالث وقد حكم بين (859 – 824 قبل الميلاد)، وقد تميز حكمها بالحزم والانجاز معا خاصة بين 810-805 قبل الميلاد.
وبعد ذلك بقرون طويلة حرَّف الاغريق هذا الاسم إلى ((سميراميس)). وبعد أن توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراني) (811-783 ق م) سن الرشد، فاستلمت ام ولي العهد، ارملة الملك (سمير امات) المملكة والحكم وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد.
صحيح انها استلمت الحكم رسميا لفترة خمسة سنوات، الا انها كانت تشارك بالحكم منذ ايام زوجها من قبل، وكذلك مع ابنها من بعد زوجها .
وعُرفت أيضُا بأسماء أخرى غير هذين الاسمين منها (شامورامات أو سامورامات) . كانت سيدة قوية وحازت على شهرة كبيرة في حياتها، فكان لها تأثير مهم وقوي على البلاط الأشوري حسب ما ذُكر في السجلات والوثائق، في وقت لم يكن فيه للنساء أي دور يذكر في الحياة.
كانت مخلصة لعرشها وشعبها وبلدها وحققت إنجازات البناء والعطاء والاستقرار والازدهار وحاربت الفساد المادي والاجتماعي والديني والسلوكي والأخلاقي
، وكانت قوة ضبط لزوجها وابنها من الانحراف او الظلم او الفساد او الميوعة، فحفظت المملكة ودخلت التاريخ بإنجازاتها واخلاصها، وكانت قدور حسنة وبابها مفتوح للناس، حتى أحبها الناس
ونلاحظ هنا تسمية (حدد او هدد ) وهو اسم ادومي أردني بامتياز أطلق على ملك المملكة الأردنية الأدومية قبل الملك الأشوري بهذا الاسم بحوالي خمسة قرون،
وهذا يبين مدى تأثر حضارة ما بين النهرين بالحضارة الأردنية وباسم حدد، وتأثير الأردنيين عل حضارات ما بين النهرين , وأيضا اسم شمسي الذي هو اسم من اسماء الملكة بلقيس الأردنية , وهذا يبين مدى تفاعل وترابط هذه الحضارات معا ومدى تأثرها بالحضارة الأردنية الأدومية .
وان قصة الشماغ الذي كان يجري تصديره من الدولة الأدومية الأردنية الى سومر يبين عمق هذه الاتصالات منذ عهود سحيقة في التاريخ، اذ كان يجري انتاجه في (بلدة شماخ ) بالشوبك ويتم تصدير الفائض من الإنتاج الى بلاد سومر
انتهت ( ح57) وتليها ( ح 57 ) بعون الله تعالى وهي عن تقليد الملكة سميراميس للملكة الأردنية بلقيس في طريقة الحكم والانجاز والأخلاق