زادت أسعار النفط بأكثر من اثنين بالمئة وسط تقييم المنتجين للأضرار التي لحقت بإنتاج الولايات المتحدة في خليج المكسيك بعد مرور الإعصار فرنسين بمناطق إنتاج النفط البحرية قبل أن تتراجع قوته ويتحول إلى عاصفة استوائية.
وذكرت هيئة السلامة الأمريكية أن أكثر من 730 ألف برميل يوميا، أو ما يقارب 42 بالمئة من إنتاج النفط في خليج المكسيك توقف بسبب العاصفة اليوم الخميس.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.66 دولار أو 2.5 بالمئة إلى 68.97 دولار للبرميل عند التسوية. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.36 دولار أو 1.9 بالمئة عند التسوية مسجلة 71.97دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة للخامين بأكثر من اثنين بالمئة أمس الأربعاء مع إخلاء الشركات لأكثر من 171 منصة بحرية بسبب الإعصار. ومن المتوقع أن يؤدي التعطل الناجم عن ذلك إلى خفض الإنتاج هذا الشهر من خليج المكسيك بنحو 50 ألف برميل يوميا، وفقا لمحللي يو.بي.إس.
لكن بعض المحللين لفتوا إلى أن تأثير فرنسين قد يكون قصير الأجل، إذ فقد قوته سريعا بعد وصوله إلى ولاية لويزيانا مساء الأربعاء. وقال أليكس هودز المحلل في ستون إكس للعملاء في مذكرة إن هذا قد يحول انتباه سوق النفط مرة أخرى إلى تراجع الطلب العالمي.
وفُتحت موانئ تصدير النفط والوقود من جنوب إلى وسط تكساس مجددا بالفعل اليوم الخميس، كما بدأت المصافي في زيادة طاقتها.
وأثرت المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي على النفط، وخاصة من الصين، بقدر كبير على الأسعار في الأشهر القليلة الماضية. واستقرت العقود الآجلة لخام برنت عند أدنى مستوى لها في نحو ثلاث سنوات يوم الثلاثاء بعد أن خفض تحالف أوبك+ لمنتجي النفط توقعاته لنمو الطلب السنوي للشهر الثاني على التوالي.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم الخميس توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 بواقع 70 ألف برميل يوميا أو نحو 7.2 بالمئة إلى 900 ألف برميل يوميا. وأرجعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها خفض التوقعات إلى تأثير ضعف الاستهلاك الصيني وضعف النمو في مناطق أخرى.
وأبدت الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط، أيضا علامات ضعف في الطلب. وقالت إدارة معلومات الطاقة أمس إن مخزونات النفط الأمريكية ارتفعت الأسبوع الماضي مع نمو واردات الخام وانخفاض الصادرات وتراجع الطلب على الوقود.
وقال محللون إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة تتجه نحو أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات بسبب ضعف الطلب ووفرة الإمدادات. ويمثل استهلاك البنزين في الولايات المتحدة نحو تسعة بالمئة من الطلب العالمي على النفط.