بات واضحا أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه السلطة الفلسطينية ، وهي التحديات التي باتت دقيقة سواء حاليا او خلال الفترة المقبلة.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية قال في ورقة بحثية له صدرت أخيرا إن من أهم هذه التحديات قضية الكفاءة والقدرة العملياتية للمؤسسات الأمنية الفلسطينية للتحرك والضرب بقوة على أي محاولة للخروج على القانون ، خاصة في ظل تواصل اقتحامات الاحتلال للمدن الفلسطينية بالضفة الغربية ومواجهتها بالمقاومة الفلسطينية .
وقالت الورقة إنه في هذا الإطار بات هناك على ما يبدو محاولات متواصلة لاستغلال غضب الاطفال والشباب من الوضع القائم ، وهي المحاولات التي لا تتوقف في ظل بعض من المعطيات ومنها: تواصل العمل المسلح بلا توقف في الضفة الغربية ، عدم اقتناع الكثير من الشباب الفلسطيني بجدوى المفاوضات السياسية مع إسرائيل ، وعدم الاقتناع بالأساس بمنظومة أوسلو للعمل السياسي بالمرة وما تمخضت عنه ، فضلا عن الريديكالية التي تتمتع وتتسم بها الجماعات الفلسطينية المسلحة ، وهي الجماعات التي تحاول استغلال الوضع القائم من أجل حشد وتجنيد الشباب ضمن صفوفها.
وتوصي الورقة البحثية بضرورة العمل جديا على : انتاج برامج اقتصادية لاستيعاب الطاقة العمالية للشباب ، فضلا عن طرح بعض من البرامج الفكرية والثقافية الخاصة بالأطفال في المؤسسات الإعلامية من أجل حثها على : الاقتناع بأن المنظومة السياسية المتمثلة بالسلطة هي الحل لأي مشكلة يمكن أن تواجههم ، والأهم من هذا العمل على الترويج الواضح لفكرة آن السلطة وبقية المؤسسات الفلسطينية ، تستطيع ان تستوعب أي تيار فكري او سياسي بدون تفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد .
ونبهت الورقة إلى خطورة تأثير عمليات القتل والدمار على نفسية الطفل الفلسطيني ، والذي باتت الكثير من البرامج التي تقدمها له المؤسسات العربية ترادف وتشير وتدعو إلى ربطه بالعمل المسلح والمقاومة، وهو أمر بالفعل يثير حالة من الجدال والأزمات النفسية لدى الطفل عند خروجه للواقع العملي.
وتوصي الورقة في النهاية بضرورة إبعاد الطفل عن العنف بقدر المستطاع ، فضلا عن محاولة العمل جديا على غرس روح التعاون والتفاؤل والمرح في داخله بعيدا عن ضغوط واقع الحياة العسكرية التي فرضت على الطفل الفلسطيني.