2024-12-04 - الأربعاء
منتخب المصارعة الحرة يشارك ببطولة في مصر ومعسكر في السعودية nayrouz الصادرات الوطنية تحقق نموا مع معظم التكتلات الاقتصادية حتى نهاية أيلول الماضي nayrouz الظهراوي يعلن حجب الثقة عن الحكومة nayrouz الخضير: الظروف لا تحتاج شعارات nayrouz النمور: لن نكون اداة لتمرير الوعود الوهمية nayrouz الفريحات: البيان الوزاري أغلبه عموميات غير قابلة للتقييم nayrouz القرالة: نصوت على تطلعات الشعب والبلد nayrouz تغيير آلية تسعير الذهب في الأردن nayrouz الزبن يتفقد مدرسة الموقر المهنية ويؤكد جاهزية مستودعات الكتب للفصل الدراسي الثاني...صور nayrouz وزارة المالية تدعو عددا من المرشحين لإجراء مقابلات شخصية ...أسماء nayrouz الصين تطلق قمرًا اصطناعيًا للاستشعار عن بعد بنجاح nayrouz جامعة الزرقاء تستقبل وفداً من جامعة UKEN البولندية nayrouz تعميم يمنع أطباء الأسنان من إجراء مقابلات ونشر إعلانات على وسائل إعلام إلا بعد موافقة النقابة nayrouz الشرفات يلتقي الاتحاد الاروبي ويحضر الطابور في مدرسة جعفر الطيار في مخيم الزعتري nayrouz وزير المياه والري خلال مشاركته في قمة المياه الواحدة في الرياض يدعو لحلول خلاقة لمواجهة تحديات المياه nayrouz مجلس النواب يصوّت اليوم على الثقة بحكومة جعفر حسان nayrouz ارتفاع سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية 20 قرشا nayrouz دمج هيئة شباب منطقة المنارة مع جمعية منارة اربد الخيرية nayrouz فوائد مشروب القرفة والزنجبيل للقلب... تفاصيل nayrouz حفل اشهار ديوان ( لن تهدأ الريح) للشاعرة هناء قاسم في المكتبة الوطنية nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأربعاء 4-12-2024 nayrouz الجبور يعزي الدكتور أحمد الرفاعي بوفاة والد زوجته الحاج جهاد باكير nayrouz عبده خيري يوسف أبو علي البيطار في ذمة الله nayrouz وفاة قاسم سلامة الفقراء " البلوي" ابو رضوان nayrouz وفاة الحاج محمود اسحق رشيد (أبو محمد) nayrouz الجبور يعزي العنبر بوفاة الحاج محمد منصور nayrouz وفاة علي عطاالله الحجايا " ابوبدر " nayrouz الحاج حمد سليمان ابوتايه المخزومي في ذمة الله nayrouz مُدير التربيةِ والتعليمِ للواء الكورة ينعى وَالِــدُ لزَّميلة "عفاف الرحال" nayrouz اللواء الركن كمال رشيد شابسوغ في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 3-12-2024 nayrouz عشائر الكعابنة تودع الحاج عطية سليمان اللبايدة بكلمات تفيض بالتقدير والإشادة nayrouz الحاج طاهر محمد عليان عابدين في ذمة الله nayrouz محمد عبد القادر سالم العمور في ذمة الله nayrouz الجبور يعزي الكعابنة بوفاة الحاج عطيه سليمان "ابو محمد " nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 2-12-2024 nayrouz وفاة الاستاذ فايز الوديان والدفن بعد صلاة المغرب nayrouz من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. شكر على التعازي في وفاة المرحوم راضي حسن شرادقة nayrouz تعزية ومواساة من أسرة مستشفى البادية الشمالية nayrouz وفاة الحاج فواز مطلق الزعبي "ابو صالح" nayrouz

بلقيس الأردنية أعظم ملكات الدنيا

{clean_title}
نيروز الإخبارية :



بقلم المؤرخ المفكر السياسي :  
 د احمد عويدي العبادي ( أبو البشر ونمي )


بلقيس الأردنية أعظم ملكات الدنيا
( ح78) استمرار موضوع الملكة بلقيس رضي الله عنها مع النبي سليمان عليه السلام :
ومن الواضح ان بلقيس وأركان دولتها وشعبها كان لديهم المعلومات الكاملة عن سليمان ومملكته وحكمه على الجن والطير، وانه نبي ويتعامل مع عالم الأرواح والغيب والسماء، 
وأنها كانت تعرف انه قوي، إلى الحد الذي يستطيع فيه غزو مملكتها وهزيمتها قولا وفعلا بدعم من الله سبحانه , وهو الامر ( الدعم ) الذي ينقصها ومملكتها، وتعرف انه إذا قال فعل،
 وانه يستطيع تدميرها وان يعيث في مملكتها وشعبها فسادا ويسوقها وقومها اذلاء، ليس بسبب قوته العسكرية الادمية، وانما بسبب معجزاته وكراماته ودعم الله سبحانه له.
    ولو ان الامر اقتصر على القنال والمعارك الأرضية أي رجل مقابل رجل، وسلاح مقابل سلاح، وجيش مقابل جيش، بدون هذه المعجزات الخارجة عن قدرة البشر، لما تصرفت بلقيس ما تصرفته ولما قالت ما قالته، ولكان جوابها ومسلكها مغاير تماما لم فعلت  
وبناء عليه فقد رجَّحت الحكمة في نفسها على التهور، والعقلانية على الطيش، وبعد النظر على ضيق الصدر، وبرود الراس على المزاج، وقرَّرت أن تلجأ في بداية المشوار والحوار والمطاف إلى اللين والنعومة، وكما يقولون بالأردني ناعم الرجال اكل خشنها، أي ان الناعم يتغلب على الخشن الفض الغليظ.
  وجدت الملكة ان من المجدي ان تبدا بالعادة الأردنية، وهي ان تُرسِل إلى سليمان بهدية (تهادوا تحابوا وهو حديث شريف لكنه جزء من ثقافة العرب المحببة منذ اقدم العصور ) 
وقرَّرت في نفسها أنه ربما يكون طامعًا بالمال، لما سمعه عن ثراء مملكة سبأ , وربما دار في خلدها ان المعلومات عن بلادها جاءت بوحي من السماء 
وبالتالي لا تستطيع ان تخبئ الحقيقة، ، فحدَّثت نفسها بأن تُهادِنه وتلاطفه وتظهر له المودة وانها لا تريد محاربته ولا مخالفته، وانها ستحقق له ما يريد دون ان يتكلف الحرب ومصائبه ، ولا ان تدفع ثمن العصيان، ولا ان ترى منجزاتها قاعا صفصفا .
   قررت الملكة ان تشتري السلام منه بهديَّة، وقرَّرت في نفسها أيضًا، أن إرسالها بهدية إليه يُمكِّن (بتشديد وكسر الكاف) رُسُلها الذين سترسلهم من دخول مملكته، 
وسيكونون عيونًا لها بالطريقة الأردنية التي لا زالت مثلما هي الى الان، حيث قوة الملاحظة والاستنتاج، لكي يرجعون اليها بأخبار قومه وجيشه، وامكاناته ونواياه ومخططاته تجاههم. 
 وفي ضوء هذه المعلومات الاستخبارية التي جمعها وتوصل اليها رجال الملكة عن الملك سليمان ومملكته، سيكون تقديرها للموقف الحقيقي اللازم، الذي تتطلبه المستجدات، والظروف     
    ولكي يكون قرارها مبنيا على الخبر اليقين والمعلومة الصحيحة لان المعلومة الصحيحة تؤدي الى اتخاذ القرار الصحيح والخاطئة تؤدي الى اتخاذ القرار الخاطئ.
ثم أخبرت رؤساء قومها، بأنها ترى البدء باستكشاف نوايا سليمان، عن طريق إرسال هديَّة إليه، وأقنعت رؤساء قومها بنبْذ فكرة الحرب مؤقَّتًا، او تأجيلها مع الاستعداد للمعركة، الى ان يعود وفدها ويخبرهم بالأنسب من الطرق للتعامل معه، أي وقف التنفيذ بالحرب وبدء التنفيذ بالسلام،
 واقتنَع رجال دولتها وقومها بخطتها هذه، حين لوَّحت الملكة بما يهددهم من أخطار، في ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا اعزة أهلها اذلة.- ثم قالت: ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [النمل: 35].
      ارسلت الملكة بلقيس رجالها يحملون الهدايا الثمينة النادرة، وقد كلفتهم بمهمات استخبارية واستطلاعية أخرى، كما قلنا، وهي استطلاع المعلومات عن قوة سليمان؛ لتُقرِّر موقفها بشأنه بكل شفافية ودقة،
 فالأمر لا يحتمل الخطأ، بل ان الخطأ في مثل هذه القرارات مساوي للخيانة. ولكي يبين سليمان قوته، نادى في المملكة كلها أن يُحشَد الجيش من الملائكة والانس والجن والشياطين والوحوش والطيور، 
ويستعرضهم ويظهروا بأقوى ما يمكن ان يظهروا عليه من استعراض القوة والمنعة، امام وفد الملكة بلقيس، من باب الرعب بالإيحاء.  
     ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة من الجند المدجَّجين بالسلاح، ففوجئ الرسل بأن غنى بلدهم وثراءها، سيكون فريسة سهلة التدمير على يد سليمان وجنوده، إذا ما غزو مملكة سبأ، 
وان رأي الملكة كان حكيما وهو الأفضل والاصح، وقد رأوا في جيشه أسودًا ونمورًا وطيورًا ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾، حيث تم استعراض الجيش بأنواعه واشكاله امام وفد الملكة، الذين أدركوا أنهم أمام جيش لا يُقاوَم.
       فلما انتهى استعراض الجيش، دُعي الضيوف إلى مأدُبة الغداء، على مائدة الملك سليمان، وفوجئوا بأنهم أمام أطعمة من أرجاء الأرض المختلفة، ومنها أطعمةٌ تشتهر بلادهم بإنتاجها، وكانت مائدة الطعام تَضُم طيورًا وأسماكًا ولحومًا لم يستطيعوا تمييزَها.
       نظر سليمان إلى هدية الملكة بلقيس ، وأشاح ببصره عنها ؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴾ [النمل: 36]،
 وأفهم السفراء أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال، ويستطيعون شراء رضاه بشيء آخر وهو: ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 31]، 
وعاد سليمان يتحدَّث ببطء قائلا : ﴿ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [النمل: 37]، ثم بعد ذلك صرَف الملكُ سليمان رسلَ الملكة، بعد تهديده الذي بدا أمام أعينهم فاجعًا وحاسمًا في الوقت نفسه . 
      وعاد رسل الملكة الى سبأ بعدما سمعوا ورأوا ولمسوا، واقترحوا عليها ان تقوم هي بالزيارة الى سليمان، حيث حدَّثوها عن قوته، واستحالة صد جيشه، وجهَّزت الملكة نفسها، وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان، وارسلت اليه انها قادمة اليه، خشية ان يتعجل ويغزوها . 
 ، ولا شك ان هذه المراسلات اخذت أشهرا طويلة، ونحن نرى انها سافرت في فصل معتدل الطقس وهو فصل الربيع، او بدايته او نهايته، ولا يمكن ان تكون سافرت في الصيف لحره ولا في الشتاء لقرة.
وكان الهدهد ابلغ الملك سليمان، عن عظمة عرش الملكة بلقيس (ولها عرش عظيم)، وكانت حجرة وكرسي العرش آيتان في فن الصناعة والسبك، وكانت الحراسة لا تغفُل عنهما على مدار الساعة، 
لكن سليمان امر بإحضار العرش بين يديه قبل مجيئها، لتجلس عليه حين تجيء، يريد أن يَبهَرها بقدرته التي يستمدُّها من إسلامه؛ لتُسلِم هي الأخرى.
﴿ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 38]: ﴿ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴾ [النمل: 39] .: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ [النمل: 40]، 
لم يكد الذي عنده عِلم من الكتاب يقول جملتَه، حتى كان العرش مستقرًّا عند سليمان، استغرق إحضاره أقل من رمشة العين حين تُغلَق وتفتح، هذا هو العرش ماثلاً أمام سليمان، فتأملَّ تصرُّف سليمان بعد هذه المعجزة!!
 ؛﴿ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴾[النمل: 41]، وأمر أن تُصنع أرضية القصر من زجاج ثمين شديد الصلابة، وتَمَّ بناء القصر ومن نقاء الزجاج الذي صُنِعت منه أرض حجراته، لم يكن يبدو أن هناك زجاجًا.
ويتجاوز السياق القرآني استقبال سليمان لها إلى موقفين:
• موقفها أمام عرشها الذي سبقها بالمجيء، وقد تركتْه وراءها وعليه الحراسة الشديدة المشددة. ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴾[النمل: 42]. 
• موقفها أمام أرضية القصر البلورية الشفافة التي تَسبَح تحتها الأسماك:
تُصوِّر الآية موقف الحوار بين سليمان وبلقيس، نظرت بلقيس إلى عرشها تمامًا، فإذا كان عرشها فكيف سبقها إلى المجيء؟ وإذا لم يكن عرشها فكيف أَمكن تقليده بهذه الدقة،
 قال سليمان وهو يراها تتأمَّل العرش﴿ أَهَكَذَا َعرْشُكِ ﴾، قالت بلقيس بعد حَيرة قصيرة:﴿ كَأَنَّهُ هُوَ ﴾.
قال سليمان:﴿ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴾[النمل: 42]، لقد سبَقها سليمان إلى العلم بالإسلام، بعدها صار من السهل عليه أن يسبقها في العلوم الأخرى.
هذا ما توحي به كلمة سليمان لبلقيس: أدركت أن هذا هو عرشها سبقها إلى المجيء، ونُكِّرت فيه أجزاء وغُيّرت أجزاء، وهي لم تزل تقطع الطريق لسليمان، فأي قدرة يَملِكها هذا النبي؛ أي: سليمان؟! 
ثم انبهرت بلقيس بما شاهدته من إيمان سليمان وصِلته بالله، ثم انبهرت بما رأته من تَقدُّمه في الصناعات والفنون والعلوم، وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلام سليمان وحكمته وعِلمه:﴿ وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾[النمل: 43].
رأت عقيدة قومها الوثنية تتهاوى هنا أمام عقيدة سليمان التوحيدية ، وأدركتْ أن الشمس التي يعبدها قومها ليست إلا مخلوقًا، خلقه الله تعالى الذي يعبده سليمان، وسخَّرها للعباد : 
﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل: 44]،
 قيل لبلقيس: ادخلي القصر، فلما نظرت لم ترَ الزجاج، ورأت المياه وحسِبت أنها ستغوص في البحر، وكشفت عن ساقيها حتى لا يتبلَّل ازارها، ونبَّهها تشريفات النبي سليمان ، المرافقين لها، أن لا تخاف على ثيابها من البلل، بأنه ليست هناك مياه، بل إنه صَرْح ممرد من قوارير؛ إنه من زجاج ناعم.
 وحيث ان الملكة بلقيس امرأة فاضلة عاقلة حكيمة محتشمة طاهرة نقية عفيفة شريفة وذات اخلاق سامية، فقد وجدت ان هذه اللحظة هي الأنسب لإعلان إسلامها، 
فاعترفت بظلمها لنفسها بالكفر، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وتَبِعها قومها على الإسلام، (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل: 44]،
أدركت أنها تُواجِه أعظم ملوك الأرض أحد أنبياء الله الكرام. وقالت (مع سليمان) اعتزازا بنفسها كملكة، وأنها ليست تبعا له، وانما عبدا لله سبحانه كما هو سليمان عبدا لله جل ووعلا، 
 وانها بعد اسلامها فإنها وسليمان متساويان بالعبودية لله سبحانه، لكنها امنت بعده أي بسببه وعلى يديه، وهذا واضح من نص قولها في القران الكريم 
( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) ) فهي متساوية معه في العبودية لله ودرجة الملوكية كليهما، ولكن ايمانها جاء بعد ايمانه وعلى يديه ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)  
انتهت ( ح78) وتليها ( ح 79) وهي عن حواشي بحث الملكة بلقيس..