بيت الشعر، المعروف أيضًا بالخيمة البدوية، هو جزء أصيل من التراث العربي القديم الذي يعكس نمط حياة البدو في الصحراء. يعد هذا البيت رمزًا للحياة البدوية المرتبطة بالتنقل والاستقرار المؤقت، حيث كان يستخدم للإقامة والحماية من قسوة الطبيعة الصحراوية.
تم صنع بيت الشعر من شعر الماعز أو الإبل المنسوج بدقة ومهارة. ويتميز هذا النوع من البيوت بقدرته على التكيف مع الظروف الجوية المختلفة، إذ يوفر برودة في الصيف ودفئًا في الشتاء. بفضل هذا التصميم الفريد، استطاع البدو العيش والتنقل بسهولة في بيئات صعبة.
التركيب والتصميم
يتكون بيت الشعر من أعمدة خشبية وأوتاد وحبال، ويُغطى بالقماش المصنوع من الشعر. يتميز بتصميم بسيط يجعله سهل الفك والتركيب، مما يسمح بنقله بسهولة من مكان إلى آخر. يُقسم البيت عادة إلى جزأين: الجزء الأول يُستخدم للاستقبال ويسمى "المجلس"، بينما الجزء الثاني مخصص للعائلة.
الدور الاجتماعي والثقافي
لم يكن بيت الشعر مجرد مأوى، بل كان مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية. فيه تُقام المجالس، وتُستقبل الضيوف، وتُعقد الاجتماعات. كما أنه كان مكانًا لسرد القصص والشعر، مما جعله جزءًا من الهوية الثقافية البدوية.
على الرغم من التطور العمراني والتحضر في المجتمعات العربية، ما زال بيت الشعر يحتفظ بمكانته كرمز للتراث والتقاليد. يتم إحياؤه في الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تحتفي بالتراث العربي الأصيل، ليبقى شاهدًا على حياة عاشها الأجداد بكل تفاصيلها.