يعد طلاء قاع السفينة من الأسفل باللون الأحمر ممارسة شائعة منذ قرون، وتستند إلى أسباب عملية تتعلق بحماية السفينة وكفاءتها التشغيلية. قديماً، كان البحارة يواجهون مشكلة نمو الطحالب والمحار والكائنات البحرية على بدن السفينة، مما يزيد من الاحتكاك ويؤثر على سرعة السفينة واستهلاك الوقود. لذلك، لجأوا إلى طلاء القاع بمزيج من النحاس وأكسيد الحديد، وهو ما منح الطلاء اللون الأحمر المميز.
هذا اللون لم يكن اختياراً عشوائياً، بل لأنه يساعد في إبقاء الكائنات البحرية بعيداً عن بدن السفينة، حيث يمتلك النحاس خصائص مضادة لنمو الطحالب والكائنات التي تلتصق على السطح. بمرور الوقت، أصبح اللون الأحمر رمزاً تقليدياً للسفن التجارية والعسكرية، ويواصل استخدامه اليوم في السفن الحديثة، حيث تُستخدم طلاءات خاصة تقلل من نمو الكائنات وتساهم في تحسين الأداء البيئي للسفن بتقليل استهلاك الوقود وتخفيض انبعاثات الكربون.
بهذه الطريقة، فإن اللون الأحمر لا يعكس فقط التقاليد البحرية، بل يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على سلامة السفينة وأدائها في البحر.