تُعدّ المكمورة من الأكلات التراثية الأصيلة التي تعكس تاريخاً عريقاً وروحاً بدوية زاخرة بالعراقة والأصالة، خاصة في منطقة شمال الأردن. تُحضّر هذه الأكلة الشهية باستخدام مكونات بسيطة، إلا أنها تجمع بين النكهة القوية والقيمة الغذائية العالية، لتكون واحدة من الأطباق التي يعشقها الأردنيون ويستمتعون بتحضيرها في المناسبات والاجتماعات العائلية.
مكونات المكمورة
تعتمد المكمورة بشكل رئيسي على الدجاج أو اللحم، والبصل، والسمن البلدي، إضافة إلى الطحين الكامل المخلوط مع زيت الزيتون. كما تُستخدم التوابل الطبيعية مثل الكمون والفلفل الأسود والبهارات المشكلة لتعزيز النكهة. ويتميز هذا الطبق بأنه يُخبز داخل طبقات من العجين، ليتم تغطيته تماماً ويُطهى ببطء، ما يكسبه طعماً غنياً ورائحة شهية.
طريقة تحضير المكمورة
يبدأ تحضير المكمورة بخلط الطحين الكامل مع زيت الزيتون، ليتم تشكيل عجينة طرية. بعدها، يتم تقطيع البصل وتحميره بالسمن البلدي، ويضاف إليه الدجاج المقطع أو اللحم حتى ينضج جيداً. تضاف البهارات والتوابل لتعزيز الطعم، ويُترك المزيج على نار هادئة حتى تتجانس النكهات.
يُفرش العجين على شكل طبقات، حيث تُوضع طبقة من العجين ثم خليط الدجاج والبصل، ثم تُضاف طبقة أخرى من العجين، وهكذا حتى تكتمل الطبقات. يُخبز هذا الطبق على حرارة منخفضة لفترة طويلة لضمان نضجه تماماً، ويُقدم ساخناً ليستمتع الحضور بمذاقه الفريد.
دلالات ثقافية واجتماعية
لا تقتصر أهمية المكمورة على كونها طعاماً شهياً فقط، بل تعتبر رمزاً للتكافل والتجمعات العائلية في المجتمع الأردني. فهي تُحضر غالباً في المناسبات العائلية الكبيرة، وتشكل وسيلة للتواصل والتقارب، حيث يتعاون الجميع في تحضيرها.
كما تعكس المكمورة ارتباط الأردنيين بتراثهم العريق، فكل خطوة في إعدادها تجسد عادات وتقاليد تنتقل عبر الأجيال، ما يضيف لمسة خاصة للأكلة تجعلها باقية في ذاكرة كل من تذوقها يوماً.
فوائد المكمورة الغذائية
تحتوي المكمورة على عناصر غذائية متنوعة، بفضل مكوناتها الغنية بالبروتينات من اللحم أو الدجاج، والألياف من الطحين الكامل، وكذلك الدهون الصحية من زيت الزيتون. ولذلك، تعتبر هذه الأكلة خياراً مغذياً، وتوفر طاقة كبيرة تجعلها ملائمة للمناخ البارد أو خلال التجمعات التي تحتاج إلى وجبة غنية ودسمة.
تظلّ المكمورة علامةً بارزة في التراث الأردني، ونكهة تجمع الأجيال حول مائدة واحدة، محمّلةً بذكريات دافئة وتقاليد قديمة تستمر في نقل عبق الأصالة من جيل إلى آخر.