يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على شمال قطاع غزة لليوم السادس والعشرين على التوالي، في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام على القطاع، حيث يتعرض شماله لقصف متواصل ونسف للمنازل وتدمير للخدمات الأساسية فضلاً عن جرائم الإعدام الميداني وحملات الاعتقال، ما أسفر عن استشهاد نحو 1000 فلسطيني وجرح المئات وفقدان العشرات تحت الأنقاض واعتقال آخرين.
كما يمنع الاحتلال إدخال الغذاء والماء والدواء إلى شمال القطاع لمفاقمة الكارثة الإنسانية وإجبار الفلسطينيين الذين رفضوا الاستجابة لأوامر الإخلاء التي أصدرها الاحتلال مطلع الشهر الجاري لتهجيرهم قسرياً نحو جنوب القطاع.
وأوضحت وكالة وفا أن الاحتلال يقتل أي مظهر للحياة في جباليا ومخيمها وبيت لاهيا جراء القصف والحصار، كما أنه أخرج المنظومتين الصحية والإغاثية من الخدمة تماماً وعطل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة ضمن سلسلة جرائم متواصلة، مبينة أنه رغم أوامر الإخلاء لم يعط الاحتلال مهلة للفلسطينيين للنزوح، حيث سرعان ما أغلق الشوارع الواصلة بين شمال غزة والمدينة عبر تدمير الأبنية السكنية وإغلاق الطرق بركامها، كما استهدف النازحين في الشوارع بالقذائف فاستشهد العديد منهم، وبذلك استكمل تطويق منطقة الشمال كاملة وفي قلبها جباليا ومنع الدخول والخروج منها منذ السادس من الشهر الجاري، كما حاصر الاحتلال المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال القطاع، وهي كمال عدوان والإندونيسي والعودة وأخرجها من الخدمة بشكل كامل.
أما مدينة بيت لاهيا فقد أعلنتها البلدية في بيان اليوم مدينة منكوبة وأطلقت نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف الحرب وقالت: "إن أهالي المدينة يعانون كارثة إنسانية، حيث أصبحت المدينة بلا طعام ومياه ومستشفيات وبلا اتصالات ودفاع مدني وخدمات صرف صحي ونظافة، وعليه فإننا نعلنها مدينة منكوبة ونطلق نداء استغاثة عاجلا بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ونطالب المجتمع الدولي وجميع المنظمات الإنسانية بالضغط على الاحتلال لوقف الإبادة”.
وأضافت البلدية: "كما نطالب بفتح ممر آمن لإدخال جميع المستلزمات الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ المنظومة الصحية والخدماتية وبإدخال معدات الدفاع المدني والإسعافات للعمل على انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض، ولا سيما بعد ارتكاب الاحتلال لعدد من المجازر والتي كان أحدثها المجزرة التي ارتكبها أمس وراح ضحيتها نحو 100 شهيد ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض”.
ودعت البلدية إلى إدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي وإدخال الآليات الثقيلة لفتح الطرق وإزالة الركام لتسهيل حركة الفلسطينيين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني.