اختتمت الجمعية الأردنية لحماية السلاحف البحريّة والبريّة، المرحلة الأولى لمشروع نحو استعادة فاعلة للسلاحف البحريّة في خط ساحل العقبة الأردني، والذي تضمن ورش تدريبية وبناء قدرات استمرت لمدة ثلاثة أيام .
وشارك في الورش التدريبية للمشروع الخبير في الجمعية الباحث في العلوم البحريّة حامد ملاط من الجمهورية التونسية، وفريق من ضباط وضباط صف القوة البحريّة والزوارق الملكيّة ومجموعة من صيادي جمعية ثغر الأردن التعاونيّة الزراعية.
وتضمن التدريب مختلف التدابير للحدّ من الصيد العرضي وكيفية التعامل بشكل مناسب مع السلاحف البحريّة التي يتم صيدها عرضياً والحد من إصابة ونفوق السلاحف البحريّة الناتجة من حوادث القوارب لتعزيز الحفاظ على المدى الطويل للسلاحف البحريّة في موائلها الطبيعية.
وتم توزيع حقائب معدات إنقاذ للسلاحف البحريّة بدعم من البنك الأردني الكويتي لزوارق القوة البحرية والمشاركين من الصيادين.
وأكد مساعد محافظ العقبة سلطان حسان خلال رعايته الحفل الختامي للمشروع مندوبا عن محافظ العقبة أهمية المحافظة، توازن البيئة وسلامة الأحياء البحرية، مثمنا دور الجمعية في هذا المجال والصيادين في خليج العقبة ومبادراتهم التي تهدف الى الحفاظ على الشعب المرجانية والمشاركة في تنظيف جوف البحر من النفايات البحرية التي تؤدي الى موت بعض الأنواع السمكية وتضر بالسلاحف البحرية نادرة الوجود.
وأشارت رئيسة الجمعية الدكتورة عبير البلبيسي الى اهتمام المملكة بشؤون البيئة وحمايتها من خلال الجمعيات والمؤسسات، مؤكدة أن الجمعية تؤدي دوراً بارزاً في المجال الإنساني وتضيف قيمة نوعيه جديدة ومتميزة واستباقية للعمل البيئي المتخصص علمياً والذي يرقى للمستوى الدولي والعالمي.
ولفتت إنّ مشروع "نحو استعادة فاعلة للسلاحف البحريّة في خط ساحل العقبة الأردني" يسلّط الضوء على الأخطار التي تهدد السلاحف البحريّة في البحار والمحيطات، وأبرزها الصيد العرضي وغير المستدام والذي ينتج عنه أكبر أعداد في نفوقات السلاحف البحريّة سنوياً على مستوى العالم، حيث تضمن المشروع برنامج بناء قدرات استهدف فريق من ضباط وضباط صف القوة البحريّة والزوارق الملكيّة ومجموعة من الصيادين لتدريبهم على مختلف التدابير للحدّ من الصيد العرضي وكيفية التعامل بشكل مناسب مع السلاحف التي يتم صيدها عرضياً.
وقالت إن فكرة الجمعية البيئية وتخصصها بحماية السلاحف كونها تعتبر من أنواع التنوع البيولوجي البحري والبرّي على حافة الانقراض بالعالم نتيجة للتهديدات التي تفرضها ظاهرة التغيّر المناخي، وسرعة تدهور الأنظمة البيئية البحريّة والبرّية العالمية نتيجة للتطوّر الاقتصادي والعمراني الإيجابي السريع، إضافة إلى الأنشطة البشرية متعددة الوجوه والأشكال، ما شكل ضغطاً على البيئات الطبيعية وأصبح يتطلب جهوداً أكبر من الخبراء والعلماء والمحافظين على البيئة والتنوع البيولوجي ومبادرات إيجابية وفعّالة من جميع قطاعات المجتمع على المستوى العالمي.
وأضافت ان الجمعية أخذت على عاتقها تجسيد مقعداً بارزاً للأردن بهذا الإختصاص في المحافل الدولية، كونها المؤسسة الأولى بهذا الإختصاص البيئي والعلمي في المملكة الأردنية الهاشمية والمنطقة المجاورة، من خلال انضمامها الرسمي إلى الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) منذ عام 2016 .
وبينت أن الجمعية سجلت أول مشاركة بارزة للمملكة في أكبر مؤتمر عالمي متخصص علمياً في مجال حماية السلاحف البحريّة والذي يتم تنظيمه سنوياً وعقد هذا العام في باتايا – تايلند، وضم أبرز الخبراء والناشطين من مختلف أنحاء وقارات العالم لمشاركة وتبادل المعلومات حول التحديات التي تواجه السلاحف البحريّة عالمياً.
وعلى هامش الاحتفال الذي حضره مندوبين عن مفوضية البيئة في سلطة العقبة الاقتصادية وقوات البحريّة والزوارق الملكية ومدير عام الهيئة البحريّة ورئيس جمعية صيادي ثغر الأردن التعاونيّة الزراعية بالإضافة إلى شخصيات بارزة من أبناء العقبة ،تم تكريم العديد من الجهات الداعمة والراعية والشخصيات المساهمة في إنجاح فعاليات المشروع، إضافة إلى تكريم مجموعة من الصيادين على الجهد الإنساني الذين قاموا به في عمليات إنقاذ سلاحف بحريّة من النوع المهدد بالانقراض أثناء عملهم بالصيد في خليج العقبة الأردني، ومبادرة أترك أثر على مشاركتهم البارزة في هذه الفعالية