ألقيت مساء أمس الجمعة محاضرة تفاعلية علمية مجتمعية بعنوان عبقرية السعادة للدكتور صالح الهلالات في صالون د مهدي العلمي بالجاردنز حضرها جمهور نوعي كبير.
وتندرج المحاضرة في سياق التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية.
وقد أضافت للحاضرين قيمة معنوية إيجابية مضافة.. ما يتوافق مع الغاية من التنمية المجتمعية والتطوير الذاتي من خلال تفاعل التجارب المحلية مع التجارب الأخرى في العالم الذي يتقدمنا في الدول المتقدمة.. وهذا ما نحتاجه في وقتنا الراهن.
كان يوماً حافلاً بالبهجة والسرور رغم ما يكتنف عالمنا من نكبات على رأسها حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة وجنوب لبنان.. وهذه خواطر داهمت عقلي أثناء المحاضرة التي كانت محض علمية؛ لكنها تحرض على طرح الأسئلة الحساسة ما صعب منها وما بسط؛ لأنني وجدت في المحاضرة التي استهلها الهلالات بالترحم على أهلنا في في غزة تفسيراً لسر اختلاط الحزن بالسعادة التي تفيض من وجوه أطفال غزة رغم الظروف القاسية التي تكتنف حياتهم.. ولعل ابتسامة الفتى المذهل عبود وهو يراوغ الوجع ضاحكاً دون وجل سيؤكد للمحبطين أن السعادة وطنه الذي يأنف الفناء.. فيصدق العالم سرديته.
كان عنوان المحاضرة "عبقرية السعادة والتميز” من تأليف الدكتور صالح الهلالات الذي تناول موضوع السعادة في محاضرته التفاعلية باقتدار حيث استطاع التأثير المباشر على وعي الجمهور الذي تفاعل مع المحاضرة بشغف عكس قدرة المحاضر على التأثير.. فمن يحاضر عن السعادة عليه أن يصنعها في قلوب المتلقين فرداً فرداً حتى يبدو مقنعاً أكثر.
تناولت المحاضرة مفاهيم السعادة وكيفية تحقيقها كونها تحقق عبقرية التغيير لدى من يبحث عنها في حياتنا الصعبة في عالم كثير الأزمات ما صغر منها وما كبر؛ لذلك عمد الهلالات إلى تطبيق نموذج وضعه بنفسه استلهاماً من تجاربه ومستعيناً بتجارب عالمية ناضجة، معززاً نتائجها التي أبهرت الحاضرين بتوافقاتها الرقمية مع ثمانية خيارات تمثل طموحات الإنسان في كل زمان ومكان، ومع حسبة بسيطة سيكون الناتج الفردي هو الرقم "تسعة" الذي سيوحد الخيارات الفردية كل على حداه، والذي يتمثل بالحب والسعادة.. وهذا يمثل القناعة بالخيار وممارسته بسعادة حتى تكون النتائج فوق المطلوب.. ومن واقع خبرتي في البرمجة اللغوية والعصبية فالنتيجة سيصدقها العقل الباطن فتتحول إلى خيار موثوق به.
وقد دعم المحاضر مخرجات تجربته وعبقرية السعادة، بآيات قرآنية، وأقوال مأثورة في سياق الطاقة الإيجابية.
كان الجمهور نوعياً وقد دأب جلّه على حضور فعاليات صالون الدكتور مهدي العلمي الاستثنائي والمنظم باقتدار، مساء كل يوم جمعة، نظراً لتنوع فقراته، فكانوا مثقفين و مدربين وسيدات مجتمع محلي وأعضاء في مبادرات تطوعية متنوعة.
وقد حظيت بدعوة شخصية من الدكتور العلمي الذي أدار الفعالية باقتدار، حيث دار نقاش موضوعي حول مضمون المحاضرة، موصياً أن توثق المحاضرات عبر مسيرة عشرين فعالية في سلسلة كتب سيجد فيها المهتمون تنوع ثقافي نحن بأمس الحاجة إلية.