تستهلك السفن التجارية كميات هائلة من الوقود يوميًا لتشغيل محركاتها الضخمة وتنفيذ رحلاتها الطويلة عبر البحار والمحيطات. تختلف كمية الوقود المستهلكة حسب نوع السفينة وحجمها وسرعتها، حيث تعتمد معظم السفن التجارية الكبيرة، مثل ناقلات النفط وسفن الحاويات العملاقة، على نوع خاص من الوقود يُعرف بـ"الوقود الثقيل" أو "المازوت"، وهو وقود منخفض التكلفة وكثيف الكربون مقارنةً بالبنزين التقليدي.
استهلاك الوقود في السفن الكبيرة
تعد ناقلات النفط والسفن السياحية من أكبر مستهلكي الوقود، حيث يمكن أن يصل استهلاكها إلى حوالي 100 إلى 300 طن يوميًا عندما تسير بسرعة تتراوح بين 20 إلى 25 عقدة. هذا الاستهلاك الضخم يعد نتيجة لحجم السفينة الكبير وحمولتها التي تصل إلى مئات الآلاف من الأطنان، ما يتطلب طاقة كبيرة للحركة في المياه المفتوحة.
السفن الصغيرة وتوفير الوقود
أما السفن الأصغر حجمًا مثل سفن الشحن العادية أو السفن المستخدمة في الرحلات القصيرة، فإنها تستهلك كميات أقل بكثير، تتراوح بين 20 إلى 80 طن يوميًا. وعلى الرغم من أن هذه السفن أكثر كفاءة في استخدام الوقود، إلا أن شركات الشحن تسعى باستمرار لتقليل تكاليف التشغيل وتحسين كفاءة الوقود لتلبية المتطلبات البيئية الحديثة.
البحث عن بدائل أكثر كفاءة وصداقة للبيئة
مع تزايد التوجه العالمي نحو حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، بدأت العديد من شركات الشحن الكبرى في البحث عن بدائل أكثر استدامة، مثل الغاز الطبيعي المسال (LNG) والوقود الحيوي. كما يتم تطوير تقنيات مبتكرة مثل المحركات الهجينة التي تجمع بين الطاقة الكهربائية والوقود التقليدي، مما يساهم في تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة.
تعتبر صناعة النقل البحري من أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون عالميًا، لذا فإن التوجه نحو تقنيات حديثة وأنظمة وقود صديقة للبيئة قد يحدث تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في هذه الصناعة ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة...