من خلال متابعتنا للأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة والمغتصبة من عدو لا يرحم، يُقتل الأبرياء، وُتنتهك الحرمات، ويُستغل الوضع الذي تشهده المنطقة العربية برمتها، من تزعزع في نظامها السياسي وتدهور في كيانها الاقتصادي.
هذا الحال، هو الذي شجع هذا العدو ليضرب بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية ، كافة، موجها سلاحه نحو غزة وغيرها من المدن الفلسطينية دون رحمة أو شفقة، كونه على يقين بأن العرب منهمكون بالتدبير والتنكيل ببعضهم بعضاً متناسين أن عدوهم الحقيقي المغتصب لأولى القبلتين هو اسرائيل وهذا ما سعى اليه منذ الأزل وما يزال.
قوة اسرائيل المخطط لها منذ زمن لا تكون إلا بضعف الأمة العربية والإسلامية وفرقتها ، وها هو يحقق أهدافه المنشودة بتصعيد الأوضاع السياسية العربية وإفقار شعوبها وتشريدهم وتغذية روح الطائفية والنزعات الدينية المضللة ، كل ذلك من أجل إضعاف الأمتين العربية والإسلامية وانشغالهما بقضاياهما المشتعلة بنار الفتنة والطائفية بعيداً عن القضية العربية الأولى (فلسطين ) .
تلك الأحداث التي تعم المنطقة العربية الملتهبة والتي جعلت من فلسطين المحتلة آخر اهتمامات الشعوب العربية والإسلامية قد ساعد اسرائيل على التمادي في طغيانها وعدوانها الغاشم على (غزة هاشم) .
للأسف الخسران الوحيد في غزة هم الغزيون أنفسهم ، في الوقت الذي ينعم فيه من أبناء جلدتهم الفلسطينية والعربية والإسلامية في رفاه أو يعيشون بعيدين عن هذه الإبادة، والمحرقة وما تتعرض له غزة وسكانها من قتل للبشر وهدم للحجر .
من جديد سأقول لكم أيها الغزيون لقد ظفرتم بالنصر والشهادة ، وغيركم سيظفر بالغنيمة الدنيوية بإسمكم بحجة اعادة إعمار غزة .
أما الأعراف والقوانين الدولية وتجريم إسرائيل ما هو إلا ذر الرماد في العيون وتمثيلية أبطالها أعضاء مجلس الامن الدولي والزعماء كانوا متفقين أو مختلفين على المونتاج ، والاخراج، والإشراف. أما البطولة فهي جماعية مع اختلاف ظهور الأسماء على المشهد السياسي ، فلكل أجل كتاب ، ومن سيحرر الأقصى مسرى رسول الله يوماً ما .
وكأين هذا اليوم الموعود قريب أو بعيد ؛ ومن سيمسح دمع كنسية القيامة والمهد ..فإنهم العرب الأحرار أنفسهم، قادمون من كل حدب وصوب، اصبروا وصابروا فإن نصر الله لقريب حتى وإن طال الميعاد .