نحيي والأسرة الأردنية الواحدة في الرابع عشر من تشرين الثاني، بكل إجلال وإكبار ، الذكرى الـ 89 لميلاد جلالة المغفور له بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، باني نهضة الأردن الحديث، وفق أسس راسخة ومتينة، جعلت من المملكة نموذجاً في الإنجاز والبناء والعطاء.
ويستذكر أبناء وبنات الوطن بهذه الذكرى الخالدة ، مسيرة الراحل الكبير عبر سبعة وأربعين عاماً خاضها الحسين في قيادة المملكة إلى جانب أبناء شعبه الوفي ، لبناء الأردن الحديث وإعلاء شأنه، وخدمة مختلف قضايا الأمتين العربية والإسلامية، برؤية ثاقبة وحنكة مشهودة، وتفاني شعبه والتفافهم حوله، ما جعل الأردن مَحطّ إعجاب واحترام وتقدير على المستويين الإقليمي والدولي.
وبهذه المناسبة، يجدد الأردنيون العهد والولاء لوارث العرش الهاشمي، جلالة الملك عبدالله الثاني، وكلهم عزم وتصميم وإرادة على مواصلة مسيرة الخير والبناء، بكل ثقة وهمة عالية، لإعلاء بنيان الوطن وتعزيز مكانته وصون منجزاته.
ولد الملك الحسين في الرابع عشر من تشرين الثاني عام 1935 في عمان ، وتربى في كنف والديه طيب الله ثراهما ، وجده المغفور له بإذن الله جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الذي استقى منه أنبل القيم الرفيعة والمبادئ العظيمة، كيف لا فهو سليل أسرة عربية هاشمية امتدت تضحياتها عبر القرون، ونشرت رسالة الحق ودين الهدى، واستمدت من الإسلام الحنيف المثل العليا والمبادئ السامية وتعاليمه السمحة لما فيه خير البشرية جمعاء.
أكمل الملك الحسين تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان، ثم التحق بكلية فكتوريا في الإسكندرية، وفي العام 1951 التحق بكلية هارو بإنجلترا، ثم تلقى بعد ذلك تعليمه العسكري في الأكاديمية الملكية العسكرية في ساند هيرست في انجلترا وتخرج منها العام 1953.
وفي الحادي عشر من شهر آب العام 1952 نودي بـ "الحسين"، طيب الله ثراه، ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية وتسلم سلطاته الدستورية يوم الثاني من أيار العام 1953.
تربى أبناء الحسين في كنفه، فاستقوا منه محبة الناس والتواضع لهم وحسن معاملتهم والأخلاق النبيلة المستندة إلى تقوى الله، عز وجل، وإلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والخلق الهاشمي ومبادئ الثورة العربية الكبرى.
ومنذ تسلم الملك الحسين طيب الله ثراه سلطاته الدستورية، وهو يتطلع إلى خدمة الشعب الأردني ورفع مكانة الوطن وإعلاء شأنه، جاهداً في بناء الدولة الأردنية في ظل العديد من الظروف والتحديات الصعبة بسبب الأوضاع والأحداث المحيطة، إضافة إلى قيود المعاهدة الأردنية البريطانية ووجود القيادة الأجنبية في أجهزة الدولة، فبدأ بخطوات جريئة وشجاعة استهلها بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول من آذار العام 1956 وتسليم قيادته للضباط الأردنيين الأكفياء، ومن ثم إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية في آذار 1957.
كما أولى جلالته القوات المسلحة الاهتمام الخاص لتطويرها وتحديثها منذ البدء، لتكون قوات تتميز بالاحتراف والانضباطية.
وكان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية هاجس الملك الحسين، لذلك أولى جلالته جل اهتمامه لتحديث التشريعات وترسيخ الديمقراطية.
وفي السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1999، وجه الراحل العظيم رسالة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني يوم اختاره ولياً لعهد المملكة، خاطبه فيها قائلا: "إنني لأتوسم فيك كل الخير وقد تتلمذت على يدي وعرفتَ أن الأردن العزيز وارث مبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة، وانه جزء لا يتجزأ من أمته العربية وأن الشعب الأردني لا بد وأن يكون كما كان على الدوام في طليعة أبناء أمته في الدفاع عن قضاياهم ومستقبل أجيالهم".
ويواصل جلالة الملك عبد الله الثاني، ومنذ تسلمه الراية ، المسيرة بكل اقتدار، فقد استطاع بفضل سعة أفقه وحنكته ودرايته التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية التي شهدتها السنوات الماضية بكل حكمة حتى أصبح الأردن محط إعجاب وتقدير دول العالم نظرا لإصراره على الإنجاز وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه.
وانني وابناء عشيرتي الزيود بني حسن والاردنيين جميعاً نستذكر ذكرى ميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين رحمه الله ، نبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والغفران ، معاهدين الله بأن نبقى جند الوطن المخلصين وسواعد من الخير والوفاء لأردن العزة والكرامة مستلهمين من قيادتنا الهاشمية الحكيمة العزم والإرادة الصادقة ليبقى الأردن على المدى عزيزاً شامخاً وواحة من الأمن والاستقرار.
أعز الله جلالة الملك وأدام ملكه وسدد على طريق الخير خطاه.. وحفظ الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في ظل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله إنه سميعٌ مجيب الدعاء.