ناقشت جمعية الشؤون الدولية بالتعاون مع جمعية الأكاديميين الأردنيين، يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، محاضرةً قدمها معالي الدكتور محيي الدين توق، رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، بعنوان "ما الجديد في عملية تطوير المناهج"، بحضور نخبة من الشخصيات الرسمية والمهتمين.
أكد توق أن الأردن قد أحرز تقدماً ملحوظاً في مؤشرات التعليم الكمية، مما يجعله في مقدمة الدول العربية في هذا الجانب. إلا أنه أشار إلى وجود تحديات كبيرة في نوعية التعليم، خصوصاً في مدى مواءمته مع التطورات المعاصرة، واستقطاب الكفاءات إلى مهنة التعليم.
المحاور الرئيسية
تطرق الدكتور توق إلى ثلاثة جوانب رئيسية:
1. أهمية التعليم ودوره في بناء المجتمعات.
2. التحولات الكبرى في التعليم التي يشهدها العالم.
3. التدخلات الضرورية لتحسين مستوى التعليم.
وأوضح توق أن فقر التعلم في الأردن تجاوز 50%، مما يؤثر على مهارات سوق العمل، ويضعف منظومة القيم والمشاركة العامة. وطرح تساؤلاً حول ما إذا كان التعليم الأردني بحاجة إلى إصلاحات أم إلى تحولات جذرية، مشدداً على ضرورة التحولات الكبرى في التعليم لمواجهة هذه التحديات.
التحولات الكبرى في التعليم
عرض توق سبعة محاور رئيسية للتحولات الكبرى، منها:
الانتقال من التعليم المغلق إلى التعليم المفتوح مدى الحياة.
التحول من التلقين والحفظ إلى الاستكشاف وحل المشكلات.
التركيز على التعلم النشط بدلاً من التعلم السلبي.
اعتماد اللامركزية في الإدارة والتخطيط.
التدخلات الكبرى لتحسين التعليم
أشار توق إلى تدخلات رئيسية تشمل:
1. تطوير المناهج: إدخال مواد جديدة مثل الثقافة المالية، المهارات الرقمية، وعلم النفس.
2. تأهيل المعلمين: وضع أدلة تدريسية لتطوير مهاراتهم.
3. تحسين التقييم والتقويم: تصميم أساليب تقييم مبتكرة تتماشى مع نتاجات التعلم، بما يشمل التقييم الذاتي للطلاب.
وأكد توق أن المناهج تمثل "الحمض النووي للعملية التعليمية"، وأن تطبيق هذه التدخلات سيحقق قفزة نوعية في التعليم الأردني خلال ست سنوات، رغم استعجال الأردنيين للنتائج.
رؤية جمعية الشؤون الدولية
من جانبه، أشار الدكتور عدنان بدران، رئيس جمعية الشؤون الدولية، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه تطوير المناهج، مثل النقد اللاذع والميزانيات المحدودة. وأكد بدران أهمية إنسانية التعليم، وضرورة دعم المعلمين وتطوير مهاراتهم لمواكبة متطلبات العصر.
في الختام، دعا المشاركون إلى تكاتف الجهود لدعم التعليم ومواصلة تطوير المناهج، لتحقيق نقلة نوعية في النظام التعليمي الأردني.