كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير أن وحشية الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال وصلت مستويات غير مسبوقة، حيث يواجهون اليوم مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم مع استمرار حرب الإبادة التي أدت إلى استشهاد وجرح الآلاف منهم، وخلفت الآلاف ممن فقدوا أفراداً من عائلاتهم أو عائلاتهم بشكل كامل.
ونقلت وكالة وفا عن الهيئة والنادي قولهما في بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يوافق الـ 20 من تشرين الثاني من كل عام: إن مستوى التوحش الذي يمارسه الاحتلال بحق الأطفال يشكل أحد أبرز أهداف حرب الإبادة المستمرة منذ 411 يوماً، لتكون هذه المرحلة امتدادا لسياسة استهداف الأطفال التي يمارسها الاحتلال منذ عقود طويلة إلا أن المتغير اليوم هو مستوى الجرائم وكثافتها.
وأشارا إلى أن قضية الأطفال المعتقلين شهدت تحولات هائلة منذ بدء حرب الإبادة، فقد تصاعدت حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة التي سجل فيها ما لا يقل عن 770 حالة اعتقال للأطفال، إضافة إلى اعتقال أطفال من غزة لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم، موضحين أنه تم تسجيل أكثر من 10 حالات اعتقال بحق الأطفال منذ عام 2015.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أن الاحتلال يواصل اعتقال ما لا يقل عن 270 طفلاً يقبعون بشكل أساسي في معتقلي "عوفر” و”مجدو” إلى جانب عدد من المعسكرات التابعة لقوات الاحتلال التي تم استحداثها بعد الحرب مع تصاعد عمليات الاعتقال التي طالت الآلاف.
وأوضحا أن الإحصاءات والشهادات الموثقة للمعتقلين الأطفال تكشف أن أغلبيتهم تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي والتجويع والحرمان من الزيارة عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي رافقت حملات الاعتقال، وكان من بينها إطلاق الرصاص بشكل مباشر ومتعمد على الأطفال فضلا عن توثيق عدد من الحالات حيث استخدمهم الاحتلال رهائن للضغط على عائلاتهم.
وبينا أن جريمة التجويع التي تمارس بحق المعتقلين ومنهم الأطفال احتلت السطر الأول في شهاداتهم بعد الحرب، حتى أن العديد منهم اضطر إلى الصوم لأيام جراء ذلك، لافتين إلى أنه خلال الشهور الماضية تم تسجيل إصابة الأطفال بعدد من الأمراض أبرزها مرض الجرب الذي تحول إلى كارثة صحية تطول معظم المعتقلين وتتفاقم باستمرار جراء حرمانهم من العلاج.
وأشارا إلى أن العديد من الأطفال يعانون بعد إفراج الاحتلال عنهم أوضاعاً نفسية صعبة ويحتاجون إلى تأهيل ورعاية ودعم، كما تواجه عائلاتهم تحديات كبيرة أمام استمرار توحش الاحتلال بحقهم فالعديد منهم استمر الاحتلال في ملاحقتهم وإعادة اعتقالهم.
وطالبت الهيئة والنادي المنظومة الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه الأطفال الفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحقهم، والتي تؤدي إلى تدمير أجيال كاملة وسلبها مستقبلها وتشويهها جسدياً ونفسياً بشكل ممنهج.