كان لدينا بيت مكون من ثلاث غرف على صف واحد (على اليمين حذا) وعلى بعد 100 متر يوجد الحمام(يعني بيت الادب)لا يوجد حوش ولا سواتر ترابيه والارض مفتوحه اذا ادلهم المساء وخيم اصبح حظر تجول على الجميع دراسة وعشاء وتجمع امام تلفزيون ابيض واسود يشتغل شفتين صباحي ومسائي ،الجميع مهتم بنشرة الاخبار ففيها كل الاسرار التي نريد ان نعرفها عن بلدنا فلا انترنت ولا خلوي ولا اي شيء من تعقيدات اليوم ، يطل علينا جبر حجات وعفاف قضماني وغالب الحديدي او سوسن تفاحه ومن سحنتهما نعرف فحوى اي خبر ومن خلال ملامح وجوههم نستطيع ان نستشف اي خطر.
اكثر ما يقلقنا هو ان يقطع التلفزيون برامجه المعتاده (وضحى وابن عجلان، مسرحية مدرسة المشاغبين ، شجرة البلاب،) ويقول جائنا الخبر الاتي تسقط القلوب بين الرجلين وتتوسع حدقات العيون ويغيب العقل .
لم نهتم كثيرا لعبندة المتخصص بالارصاد الجويه لان لدينا خبراء ارصاد كثيرين في القريه الوادعه (الخراف،الغنم، الكلاب)تبدأ قبل اي منخفض باصدار اصوات وحركات غريبه ، ثم ياتي كبار السن ليقولوا الليله اكيد ثالجه ثلجة ابو دماله يعني تغطي كل شيء وتدفنه .
ننام فرحين ليصبح الصباح ونصحوا مع صياح الديك ونرى الخير وقد عم البلاد والعباد والدنيا طاسه بيضاء من امام باب الغرفه حتى غرفة الشياه(الغنم) كل شيء ابيض نحاول التماس هذا الابيض بايدينا على حين غفله ونبدأ باكله ونحس بنشوى ما بعدها نشوى لقد اكلنا ثلج.
ترتفع اشعة الشمس قليلا" ويبدأ الجيران بالمناداه على بعضهم البعض : ما شاء الله خير ،، السنة غلال ان شاء الله ،، القمح للركب ،، ويطول الحديث بين الكبار ..اما نحن سرعان ما يقوم اخي بعمل كره ثلجيه صغيره يرميها على ابن جيراننا وتبدا" المعركه بتبادل كرات الثلج وفي الاثناء يتدخل في لعبتنا الحربيه احد الشباب المارين فنتوحد مع ابناء الجيران ونبدأ بمهاجمته ويستنجد بحارته فتنتقل المعركه على مستوى الحارات وتتوحد الحارات المتجاوره ضد بعضها .
يقوم احد المحاربين بوضع حجر في كرته الثلجيه فيتسبب بفشخ احد المحاربين ، فتعلوا الاصوات وقفوا وقفوا هناك غش فيتم معرفة الجاني ويتم طرده حتى من قبل حارته لان لوث صفاء الثلج.
نعود وقد علا دخان مطبخنا وقد وضعت والدتنا رحمها الله صاج الخبز وبدات بطهوا اجمل واروع خبز في هذا اليوم ، وندهن الخبز بزيت الزيتون ونضع السكر في قلبه ونتلذذ بتلك الاكله الرائعه،ويامرنا والدنا رحمه الله باخراج الاغنام ليس للرعي وانما لتسرح وترى الزائر الابيض وتبتهج به وتبدا بعملية ثغاء منظمه ويخرج الجميع اغنامهم .
لم نكن نعرف الرجل الثلجي وكنا نحفر اسمائنا بتفنن على الصفحه البيضاء لم نكن نحمل خلويات او كميرات للتصوير .
وعند الغداء نجد اقداح شوربة العدس او المجدره (رز بعدس) واذا تم اكرامنا يتم عمل رز بحليب من حليب احدى النعاج الوالده من ايام او شمندر .
لا بزر عين شمس ولا بزر مطلقات ولا مكسرات ولا بشار (بضم الباء) ولا مشروبات ساخنه في المساء شاي ويجب ان لا نزيد عن كاسه واحده والا سيكون عقاب من شرب اكثر الذهاب في الليله المظلمه مسافه 100م متر لقضاء الحاجه.
كبارا وصغارنا تم الغاء جميع برامجنا وليس امامنا الا متابعة تقارير التلفزيون الاردن لم نهتم ان تغلق الطرق ولم نهتم لعطل بل بالعكس نصحو مبكرين الى المدرسه ونبقى فيها ساعات ننتظر معلمينا الذين لم ياتون لاغلاق الطرق .