كشف تقرير لمؤسسة مقدسية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكثر من 40 منشأة سكنية وتجارية وزراعية، علاوة على وجود ثلاثة مشاريع استيطانية تهدد مستقبل القدس. وأوضحت شبكة العاصمة الإخبارية في تقريرها، أمس السبت، أن بعض هذه المنشآت هدمها الاحتلال مباشرةً أو أجبر أصحابها على هدم بعضها الآخر خلال شهر نوفمبر، 31 منشأة هدمتها جرافات الاحتلال، وتسعة منشآت أُجبر أصحابها على هدمها بأيديهم.
وبحسب التقرير، فقد استهدفت عمليات الهدم 18 منشأة سكنية، 15 منشأة تجارية وزراعية، ثلاث منشآت رياضية، منشأتين مجتمعيتين ومسجدين. وتوزعت عمليات الهدم في المناطق على النحو الآتي: 13 منشأة في سلوان، ست منشآت في رافات، خمس منشآت في تجمع بدوي العراعرة، أربع منشآت في جبل المكبر، ثلاث منشآت في قلنديا، منشأتين في كل من الولجة والعيساوية وبيت عنان ومنشأة واحدة في كل من بيت صفافا ومخيم شعفاط والشيخ جراح.
إلى جانب ذلك، وزعت سلطات الاحتلال عدداً من إخطارات الهدم على عائلات المقدسية، منها إخطار عائلات أبو دياب وأبو شافع والطويل ومناصرة لإجبارهم على هدم منازلهم في سلوان خلال مدة محددة، أقصاها ثلاثة أسابيع. وفي مواجهة الهدم القسري، قرر أهالي سلوان رفض سياسة "الهدم الذاتي أو الهدم القسري” وتعاهدوا على عدم هدم منازلهم بأيديهم أو الانصياع لقرارات الاحتلال مهما كلف الأمر.
واستشهد خلال نوفمبر على أرض القدس الشهيد المسن أحمد مصباح من حي رأس العامود إثر دهسه من قبل مستوطن، وقد صنفته شرطة الاحتلال على أنه حادث سير غير متعمد. وأطلقت قوات الاحتلال النار على شاب مقدسي خلال قيادته مركبته في بلدة عناتا، وعلى مسن مقدسي كان متوجهاً للصلاة في الأقصى، إلى جانب إطلاق النار على شاب فلسطيني عند حاجز مخيم شعفاط شمال القدس، ثم اعتقاله رغم إصابته. وشهد حي الشيخ جراح اعتداءات للمستوطنين بإحراق مركبات الأهالي وتعرض الشاب إبراهيم أبو سنينة لاعتداء قوات الاحتلال وهو متوجه للصلاة في المسجد الأقصى، حيث هاجمه الجنود ونكلوا به رغم مرضه وإعاقته قبل أن يحال على الحبس المنزلي، فيما تكررت اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين الوافدين إلى الأقصى، خصوصاً أيام الجمعة.
وبلغت حصيلة اقتحامات المستوطنين لمسجد الأقصى 3785 مقتحماً، حيث مارس المستوطنون انتهاكات خطيرة في الأقصى شملت الصلوات التلمودية العلنية والانبطاح الجماعي، الذي يواصل المستوطنون أداءه بشكل يومي منذ 11 أغسطس والذي صادف حينها ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل”. ورغم التضييقات وعراقيل الاحتلال المتواصلة واستمرار حصاره للأقصى، أدى 210 آلاف مصلٍّ الصلاة في خمسة أيام جمعة خلال شهر نوفمبر في رحاب المسجد الأقصى. ومع انتهاكات الاحتلال في الأقصى، اقتحم أحد المستوطنين مسجد حمزة في بلدة بيت صفافا قضاء القدس، وحاول أداء الطقوس التلمودية فيه، فتصدى له الأهالي.
اعتقلت قوات الاحتلال خلال نوفمبر أكثر من 61 مقدسياً، منهم 49 رجلاً وثمانية أطفال وأربع نساء، بالإضافة إلى اعتقال عدد من العمال الفلسطينيين. وأصدرت محاكم الاحتلال 32 حكماً بالسجن، منها 15 حكماً بالسجن الإداري، راوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر، و17 حكماً بالسجن الفعلي، أعلاها الحكم على الفتى جعفر مطور بـ16 عاماً في السجن، بتهمة طعن مستوطن.
وطاولت الأحكام أئمة وخطباء القدس، حيث حكمت سلطات الاحتلال على الشيخ نعيم عودة بالسجن سنة ونصف، وعلى الشيخ جمال مصطفى بالسجن ثلاث سنوات، وعلى الشيخ محمود أبو خضير بالسجن 13 شهراً بتهمة الدعاء لغزة والتضامن معها. وزاد الاحتلال عاماً إضافياً على أحكام كل من الأسير بلال الجعبري، ليصبح ست سنوات، ومعتز السعو، ليصبح خمس سنوات، وصدرت أحكام بحق مقدسيين عقب قضائهم عدة أشهر في الحبس المنزلي، ومنهم الطفل أيهم السلايمة الذي حُكم عليه بالسجن مدة عام عقب حبس منزلي دام 14 شهراً، والشاب عبد الرحمن أبو غنام الذي حُكم عليه بالسجن 15 شهراً عقب حبس منزلي لمدة خمسة أشهر. وأصدرت سلطات الاحتلال خمسة قرارات إبعاد بحق مقدسيين، ما بين إبعاد عن القدس أو الأقصى أو الضفة، منهم مرابطون وأسرى محررون أبعدهم الاحتلال فور الإفراج عنهم.
وشهد شهر نوفمبر أكثر من 21 نقطة تماس في مختلف مناطق القدس، أبرزها مخيما شعفاط وقلنديا والعيساوية والرام وعناتا وسلوان وحزما وأبو ديس وبدو. وأخطرت سلطات الاحتلال بمصادرة نادي سلوان الرياضي، بحجة تراكم ديون ضريبة "الأرنونا” عليه في حال عدم سدادها خلال مدة محددة، كذلك أغلق مقهى "كستيرو” قرب باب العامود بحجة ملكيته لحارس أملاك الغائبين. وبالمقابل، نجحت عائلة أبو الهوى في استعادة منزلها في الطور، الذي استولى عليه المستوطنون بالقوة في شهر سبتمبر/أيلول المنصرم.