يقف مقهى الشابندر شامخاً في نهاية شارع المتنبي، على مقربة من مبنى القشلة، شاهداً على تاريخ يمتد لأكثر من قرن. يعود المبنى الذي يحتضن المقهى إلى عام 1907 حين كان مطبعة الشابندر، التي أسسها موسى الشابندر، أحد أعلام العراق ووزير الخارجية خلال العهد الملكي في وزارة رشيد عالي الكيلاني عام 1941.
تحول المقهى عبر الزمن من مطبعة إلى صرح ثقافي يضج بالحياة، ليصبح أحد الأندية الاجتماعية والثقافية الأهم في بغداد. يجتمع فيه عشاق الأدب والفن والسياسة، حيث يتداولون أحاديثهم حول مختلف القضايا، مما يجعله منبراً حراً يعكس روح بغداد الثقافية.
المقهى ليس مجرد مكان للجلوس، بل هو ملتقى للأدباء، التجار، الموظفين، والمثقفين العراقيين على مر العقود. في زمن مضى، كان شاهداً على تجمعات السياسيين والمفكرين، ليمثل جزءاً أصيلاً من الحياة الاجتماعية البغدادية.
الحاج محمد الخشالي، مدير المقهى الحالي، أفنى أكثر من 55 عاماً من عمره في إدارة المكان منذ توليه المهمة عام 1963. بفضل تفانيه، حافظ المقهى على مكانته بوصفه رمزاً ثقافياً يروي حكايات أجيال مرت من هنا، وتركته شاهداً على عراق زاخر بالتاريخ والفكر.
اليوم، يُعد مقهى الشابندر من أبرز معالم بغداد، يزوره العراقيون والسياح على حد سواء، ليعيشوا لحظات من عبق الماضي في مكان يُجسد التراث والثقافة بكل أبعادها.