بعد إعلان مصادر عسكرية سورية عن دخول فصائل عراقية إلى سوريا خلال اليومين الماضيين، نفت وزارة الداخلية العراقية هذه الأنباء بشكل قاطع. واعتبر المتحدث باسم الوزارة، العميد مقداد ميري، أن ما تم تداوله حول عبور فصائل مسلحة من العراق إلى سوريا مجرد "كلام إنشائي"، مشددًا على أن هذا النوع من الأخبار يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا توجد أي حركة مسجلة على الحدود العراقية السورية.
كما أكد ميري أن اختراق الحدود غير ممكن في ظل التحصينات العسكرية والقطعات المتواجدة على الحدود، مشيرًا إلى أن الحدود مع سوريا مؤمنة بشكل أكبر من باقي الحدود مع الدول المجاورة، وموضحًا وجود دعم من فرقتين من قيادة قوات الحدود، إضافة إلى الجيش والحشد الشعبي.
وجاء هذا النفي بعد تصريحات لمصادر سورية أفادت بأن فصائل عراقية مدعومة من إيران دخلت إلى سوريا عبر الحدود العراقية، متجهة إلى الشمال السوري لتعزيز قوات الجيش السوري في مواجهة الفصائل المسلحة. وأكد مصدر رفيع في الجيش السوري لرويترز أن عشرات من مقاتلي الحشد الشعبي عبروا أيضًا إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، وهم ينتمون إلى فصائل مثل كتائب حزب الله العراقي ولواء فاطميون.
من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن نحو 200 من عناصر الحشد الشعبي دخلوا سوريا واتجهوا نحو البادية السورية. وقد استمرت إيران في إرسال مقاتلين إلى سوريا لدعم القوات السورية، بالإضافة إلى دعم روسيا الجوي، مما ساعد في تمكين النظام السوري من استعادة أراضٍ كان قد سيطر عليها فصائل مسلحة وداعش.
تجدر الإشارة إلى أن الخارجية الإيرانية أكدت مرارًا أن مستشاريها العسكريين موجودون في سوريا بناءً على طلب الحكومة السورية، وأعربت عن دعمها المستمر لصد الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة على مواقع استراتيجية مثل حلب.
منذ يوم الأربعاء الماضي، شنت "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة أخرى هجومًا مفاجئًا على حلب، وسيطرت على كامل المدينة، كما استولت على مطار حلب الدولي وعدد من البلدات في ريفي حماة وإدلب. وأكد الجيش السوري استعداداته للهجوم المضاد لاستعادة المناطق التي فقدها.