أكدت النائب دينا عوني البشير، أنّ الإهمال لقطاع الانتاج أدى لتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعي وذلك يتمثل بما حل بالقطاع الزراعي الذي انخفضت نسبته من الناتج المحلي الإجمالي، فيما يواجه القطاع الصناعي تحديات كبيرة دفعت الكثير من الشركات إلى الهجرة وتسريح المئات من العاملين بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج.
وقالت البشير، خلال كلمتها في الرد على بيان الحكومة، إنّه يتعين على البرلمان مراجعة الكثير من التشريعات الضريبة والاقتصادية وقانون الاستثمار لضمان توافقها مع مصلحة الاقتصاد الوطني والامان الاجتماعي.
وبينت ضرورة أن تزيد الحكومة مخصصات صناديق دعم الطالب والمعونة الوطنية والتنمية الاجتماعية، وذلك برفع دعم الطلبة بنسبة 50% وتوسيع المشمولين بصندوق المعونة الوطنية بنسبة 100% إضافة إلى دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، مطالبة الحكومة بخطط طويلة الامد وتوسيع نطاق التمكين الاقتصادية للمرأة والشباب وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية والرعاية الاجتماعية.
وتاليًا نص كلمة البشير:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الرئيس الأكرم
حضرات الزميلات والزملاء الأفاضل
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته،
الشكرُ موصُولٌ للحكومةِ المُكلّفَة، والمُتمثّلةِ بدولةِ الرئيس وفريقهِ الوزاريّ...
إنَّ المُؤشراتِ الرسمية تؤكد ان اكثر من 35% من الاردنين تحت خطّ الفقر فيما تراجَعَت أوضاعُ ما تبقّى من الطبقةِ الوُسطى بِصُورةٍ مُقلِقَة... في هَذا السِّياق، يتحمَّلُ البرلمانُ مُسؤوليّةَ تعزيزِ الأُططُرِ التشريعيّةِ لإعادةِ إحياءِ الطبقةِ الوُسطى؛ من خلالِ حمايةِ حُقوق العُمّال من هذهِ الطبقة؛ بهدفِ تحقيقِ علاقاتِ عملٍ مُتوازِنَة، تحفَظُ حُقوقَ العامِلين وأصحابِ العملِ علّى حدٍّ سواء، وضرورة إدماجِ الاقتصادِ المُوازي في الاقتصادِ الرسمِي بما يُحقّقُ تكامُلاً في الدورةِ الاقتصادية، وحِماية حقوقِ العاملين به من خلالِ برامج الحمايةِ الاجتماعيّة.
لقد أدّى الإهمالُ المُستمرّ للقطاعات الإنتاجية، إلى تفاقُمِ الأزماتِ الاقتصادية والاجتماعية. فالقِطاعُ الزِراعِي - علَى سبيلِ المثال - لم يَعُد يُسهِمُ سِوى بنسبةٍ ضئِيلةٍ من الناتجِ المحلّي الإجمالي، رَغمَ أهميّتهِ في توفيرِ الأمنِ الغذائِي الوطنِي...
خامساً: تحقيقِ الشراكةِ بينَ الحكومة والقطاع الخاص، وسطَ اهتمامٍ ببيئةِ الأعمال، وتذليلِ الصُعوبات التي تُواجِهُ القطاعات الانتاجيّة؛ نتيجةَ سياساتِ وزارةِ العمل... ونطالب في حزبِ إرادة الحكومةَ بتوضيحِ آلياتِ هذه الشراكات، وأُطُرِها التنظيميّة؛ لضمانِ تحقيقِ تَكامُلِ الأدوار، بَدلاً من أن تصبحَ مجرّدَ شِعارات.
سعادة الرئيس
الزميلات والزملاء المحترمين،
أمّا في مجالِ الإصلاح السياسي؛ فقد أشارَ البيانُ الحكوميّ إلى تعزيزِ الحياة السياسيِّة، دُونَ تقديمِ خُطّةً واضِحةً تُحدِّدُ مَعالِمَ هذا التعزِيزِ وآلِياتِهِ العَملِيَّة...
كما أنّ البيانَ يُركِّزُ على زيادةِ النموِّ عبرَ جَذبِ الاستثمار، في ظل سِياساتٍ ضريبيّةٍ مُثبِّطةٍ للاستثمار، ويُقيّدُ الإنتاجِيّةَ... فعلَى سبيلِ المِثال، إنَّ قانونَ الضريبَةِ يُعاقِبُ الطبقةَ الوُسطى، ويفرِضُ تَصاعُدِيَّةً ضَرِيبِيِّة غَيرَ عادِلةٍ علَى بَعضِ الاستثماراتِ الناجِحة، والمُشغّلةِ لِلعمَالة... كمَا يُؤدِّي إلى إضعافِ المشاريعِ الصغيرةِ والمُتوسطة، وإلحاقِ الضّررِ بِقطاعاتٍ واعِدةٍ مِثل الاتصالات والصناعاتِ التعدينية.
إنّ مُعالجةَ هذا التناقضُ، تتطلَّبُ رؤيةً إصلاحيّةً شامِلة، تُوازِنُ بينَ الحاجةِ إلى تحقيقِ الإيرادات، وضمانِ بيئةٍ استثماريّة جاذِبة... بِدُون ذلك، سيبقَى الاقتصادُ الأردني عُرضةً للرُكودِ والتراجعِ بَدلًا من تحقيقِ النموِّ المُستدام.
نؤكّدُ في حزبِ "إرادة"، أنَّ نجاحَ الإصلاحِ السياسي والاقتصادي؛ يتطلَّبُ إرادةً جماعِيّة، قائِمةً على الشراكةِ الحقيقيّةِ بينَ الحكومةِ والبرلمان؛ لتقييمِ السياسات الحكوميّة؛ لضمانِ بِناء مُستقبلٍ يعكِسُ تطلّعات الأردنِيين وطُموحاتِهم.
سعادة الرئيس، السادة أعضاء المجلس المحترمين...
في ملفِّ المرأةِ الأردنية، أؤكِّدُ أن تمكينَها اقتصاديًا وسياسيًا، لن يتحقَّقَ دُونَ توفيرِ الأمانِ والاستقرارِ الشخصِي لها... ومِن هُنا،نطالب في حزب ارادة بتحقيقِ العدالةِ في تشريعاتِ العملِ والضمان الاجتماعي، وتحقيق المساواة ومَنحِ أبناءِ الأردنيّات إقامة لمن هم تحتَ سِنّ 18 عامًا أو على مَقاعِد الدراسةِ الجامعية؛ لضمانِ استقرارِهم الاجتماعِيّ والنفسِي، ممّا يُعزّزُ مِن فُرصِ الأُسرةِ الأردنيّةِ في تحقيقِ طُمُوحاتها، والمُساهَمةِ بفَعاليّةٍ في بناءِ المُجتمع.
لذلك، نُؤكّد على أهميّةِ تطويرِ نظامِ توظيفٍ شاملٍ وشفّاف؛ يعتمِدُ على الكفاءةِ والعدالة، مَع تعزيزِ التحوُّلِ الرقمِي وأتمتةِ عملياتِ التوظيف؛ لتوفيرِ بيئةِ عملٍ تضمَنُ النزاهَة... كما ندعو لتقديمِ حَوافِزَ مُبتَكَرةٍ لِلموظفين؛ تُشجِّعُهُم على الإبداعِ والتطوير، بعيدًا عن الجُمود والروتين الذي يُقيِّدُ الطموحَ ويُعطِّلُ الإنتاجِيّة.
وفيما يتعلّقُ بقطاعِ النقل ومُجمل الخدمات الحكومية، فإنّ الشّيءَ الوحِيد الذي يُعوِّضُ تآكُلَ الرّواتب، وتراجُعِ القيمَةِ الشرائيَّةِ للدّينار، هُو تحسِينُ مُستوى الخدمات الحكومية في التعليمِ والصحّة، كما أنّ قطاعَ النقل العام يُمثّلِ أحدَ أهَمِّ التحدّياتِ اليوميّة للمُواطِن... فتكاليفَ النقلِ وغِياب المَوثُوقية؛ مِن الأسبابِ الرئيسةِ التي تُعِيقُ الشَّبابَ والنّساءَ عنِ الانخِراطِ في سوق العمل في العديدِ مِن القطاعاتِ الاقتصادية.
لذا، نَجِدُ أنّ تفعِيلَ صُندوقِ دعمِ الرُّكاب؛ المُقرِّ بِقانونِ النقلِ العامّ للعام 2018، والمُجمَّدُ العَملُ فيهِ؛ فيما اعتبره تغوّل على الدستور اضاع الكثيرَ مِن الفرص على قطاعِ النقلِ العام، وعلى الحكومةِ إعطاؤُهُ أهميّةً قُصوى، خاصةً وقد أصبحَ ضرورةً مُلحِّة، سيّما أنَّ تأخُرَّ إصلاحِ هذا القطاع؛ سببٌ رئيسِيٌّ في تراجُعِ مُعدلاتِ النموّ الاقتصادي، فالصُندوقُ حَجرُ الزاويةِ في دعمِ خُطوطِ النقلِ الضعيفة، ووسيلةٌ لتحقيقِ الموثُوقيّةِ من خلالِ التردّدات الثابتةِ لحافلات خطوط النقلِ العام، على الخطوط القويّةِ والضعيفةِ على السّواء، وبما يحترِمُ أوقات المواطنين... كمَا على الحكومةِ تقديمَ حوافِزَ لِلمُشغّلين؛ لاستبدالِ وسائط النقل المختلفة، بهدف رفعِ كفاءةِ منظومةِ النقل ومعايير الخدمة، ودمج المشغليين الفرديين لخلقِ نظامِ نقلٍ ذكي وآمِنٍ ومُستدام.
أمّا على صعيدِ التنمية الحضرية، فإنّ التحديات التي تُواجِه عمّان وغيرِها مِن المُدن الأردنية، مثل الانفجار السُكاني في العاصمة والازدحامِ المروري، وبما يتطلّبُ إعادةَ النظرِ في استعمالاتِ الأراضي والتخطيطِ الحضري، وتوفيرِ مسارِبَ الخدمةِ أمام المحلاّت التجارية، والتوسُّعِ في إنشاءِ مواقف السيارات خارج الشوارع الرئيسية وإحياءِ الطرقِ الدائرية؛ لتقليلِ الضغطِ المُروري على مراكز المدن... ويجبُ العملُ على تحفيزِ إنشاءِ مساحات خضراء؛ تُعزّزُ جودةَ الحياة، وتَبنِي مَفهومَ المُدنِ الخضراء والتنميةِ المُستدامة... لا يُمكِنُ أن نستمِرَّ في بناءِ مُدنٍ أشبَهُ بِكُتلٍ إسمنتيّة، دونَ رُؤيةٍ مُستقبليّةٍ تستثمِرُ في رفاهِ المُواطن وتحسينِ بيئتِهِ الحضرية.
خِتامًا، دولةَ الرئيس ومن خلالِ الرئاسة الجليلة... إنَّ الثقةَ التي يمنَحُها النائبِ للحكومة؛ ليسَت مُجرَّدَ شِعارٍ يُرفع، بَل مَسؤُوليَّةٌ تستدعِي اِلتزامًا، ورؤيةً واضِحة، تُتَرجَمُ إلى أفعالٍ ملمُوسة، تُلبّي احتياجاتِ المُواطن، وتُعزِّزُ أولَويّاتِنا الوطنِيّة...
وبناءً على ما سَبق، أرهنُ مَوقِفي مِن التصويتِ على الثقةِ، على مَا يُملِيهِ علَيَّ حِزبُ إرادة الوطني الأردني.
نسألُ اللهَ أن يوفّقَكُم وفَريقَكُم الوِزاري؛ في مُواجهةِ التحديّاتِ الجسيمةِ التي يمُرُّ بِها وطننا. ونؤكِّدُ على وقوفِنا صفًا واحدًا خلفَ قِيادتنا الهاشميِّةِ الحكيمَة؛ التي تضعُ القضيّةَ الفلسطينيّة في قلبِ الأولويات الوطنيّة، ونوجِّهُ تحيةَ إجلالٍ لِلشعبِ الفلسطيني الصامِد، الذي يُقدِّمُ نَموذجًا في الثباتِ والمُقاومة.