في وقت يشهد فيه تقدم كبير للمعارضة السورية ضد قوات بشار الأسد، تتداول تقارير بشأن تحركات عسكرية روسية في سوريا، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الروسي للنظام السوري. وفقًا لمعهد دراسات الحرب في واشنطن، كشفت صور الأقمار الصناعية عن سحب روسيا لكامل أسطولها البحري من قاعدة طرطوس السورية، وهو ما قد يشير إلى أن موسكو لا تنوي إرسال تعزيزات كبيرة لدعم الأسد في هذه المرحلة.
الصور التي التُقطت في الثالث من ديسمبر الجاري أظهرت إخلاء ثلاث فرقاطات حربية، غواصة، وسفينتين مساعدتين، وهي السفن التي كانت متمركزة في قاعدة طرطوس منذ نشرها هناك. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث تتزامن مع التقارير التي تتحدث عن تقدم قوات المعارضة السورية نحو مناطق حيوية مثل حماة.
من جهة أخرى، أشار المعهد إلى تقارير من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تفيد بنقل روسيا قوات من "فيلق أفريقيا" إلى سوريا في الثالث من ديسمبر، لتقوم هذه القوات بمهام مماثلة لمجموعة "فاغنر" في إفريقيا. رغم أن هذه التقارير لم تؤكدها مصادر رسمية، فإنها تثير تساؤلات حول أولويات موسكو في نشر قواتها، وتحديدًا ما إذا كانت القيادة العسكرية الروسية تفضل تركيز قواتها في أوكرانيا على حساب سوريا.
كما اعتبر المعهد أن هذه التحركات قد تكون نتيجة للقلق الروسي من تقدم المعارضة نحو قاعدة طرطوس، التي تقع على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال شرق حماة. وإذا تأكدت صحة هذه التقارير، فإنها تشير إلى تحول في سياسة موسكو تجاه دعم النظام السوري في مواجهة المعارضة التي تواصل تقدمها على الأرض.