في حادثة هزت قلوب الأردنيين، تعرضت المرحومة ساجدة إلى حادث مفجع لم يكن يوماً في الحسبان. ومع فاجعة فقدانها، تركت خلفها فراغاً كبيراً في قلوب أسرتها وأحبائها. إلا أن ما جعل هذه القصة تكتسب أبعاداً أعمق، هو ما حدث بعد الحادث، خطوة نادرة وسابقة تسجل في تاريخ المملكة الأردنية.
تسلم والد المرحومة ساجدة، الشيخ ظاهر الدهام الجبور، مبلغاً كبيراً من التأمين بقيمة 20 ألف دينار، كتعويض عن الحادث الذي ألمّ بابنته. ورغم أن المبلغ كان حقاً له، إلا أن الشيخ الجبور لم يشعر بالراحة النفسية تجاهه. ففي قلبه يقيم الضمير الذي لا يخشى على نفسه فحسب، بل يحترم مبادئ الأخلاق والشرف.
بكل تواضع، قرر الشيخ الجبور إرجاع المبلغ بالكامل، قائلاً: "المال ليس هو ما يعوض الفقد، وأنا لا أريد أن أحمل مالاً لن يريح ضميري". فهذه الخطوة، التي قد تكون غير مألوفة للكثيرين، تحمل في طياتها أسمى معاني النبل والشرف.
والحادثة، التي تُعد الأولى من نوعها في تاريخ الأردن، تعكس أصالة عائلة الجبور وكرم أخلاقهم، فكيف لا وهم أبناء قبيلة بني صخر، التي لطالما اشتهرت بالشهامة والنخوة. وقد أصبح إرجاع التأمين من قبل الشيخ الجبور حدثاً فريداً يُسجل في صفحات التاريخ الأردني، ليبقى شاهداً على طيبة أصل هذه العائلة وعلى قيم الوفاء والاحترام التي لا تقدر بثمن.
وفي هذه القصة، برهنت عائلة الجبور على أن المال قد يذهب، ولكن الأخلاق والضمير الطيب يبقيان شامخين، وتبقى كرامة الإنسان أغلى من كل شيء.