فقدت الساحة الثقافية والفنية الأردنية والعربية اليوم الفنان الكبير هشام يانس، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد رحلة إبداعية استثنائية أثرت في وجدان الأجيال العربية.
البداية والتألق
وُلد هشام يانس في يافا عام 1946، وانتقل مع عائلته إلى الأردن حيث بدأت مسيرته الحافلة. درس الحقوق في مصر، وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 2007، حيث قدم بحثًا بعنوان "تقييم معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية".
اشتهر يانس منذ شبابه بموهبته الفريدة في تقليد الشخصيات العامة، حيث قدم تقليدًا رائعًا لشخصيات مثل الملك الحسين، وصدام حسين، ومعمر القذافي. كما شارك في عدد من المسرحيات العالمية على خشبة مسرح الأوبرا، منها "الرجل القذر" و"كلهم أولادي".
إبداع متنوع
تألق يانس في مجالات الكتابة الدرامية والإخراج والتمثيل، حيث عمل مخرجًا ومنتجًا في الإذاعة الأردنية قبل أن ينتقل إلى هيئة الإذاعة البريطانية. كتب ما يزيد عن 82 مسلسلًا تلفزيونيًا و15 مسرحية سياسية، كان أبرزها "نظام عالمي جديد"، و"مؤتمر قمة عرب"، و"السلام يا سلام".
كما قدم المسلسل التعليمي الشهير "المناهل"، الذي حقق شهرة واسعة في العالم العربي، وأسهم في تأسيس أول مسرح مدرسي في أبو ظبي، مما ساهم في تعزيز المسرح التعليمي في المنطقة.
بصمة مستدامة
لم يقتصر إبداع هشام يانس على المسرح والدراما، بل امتد ليشمل الأغاني التي كتبها لعدد من كبار الفنانين العرب، مثل أم كلثوم، وفريد الأطرش، وسميرة توفيق.
ورغم تعرضه لجلطة دماغية عام 2007، أقعدته الفراش، إلا أن إرثه الفني بقي حيًا في وجدان الجمهور الأردني والعربي.
وداعًا للفنان الكبير
برحيله، تطوي الساحة الفنية صفحة مشرقة من الإبداع، لكن أعماله ستبقى شاهدًا على عبقريته وفرادته. رحم الله هشام يانس وأسكنه فسيح جناته.