قد تبدو حبة الشوكولا في ظاهرها مجرد قطعة حلوى، لكن حين تكون محملة برسائل الحب والامتنان، تتحول إلى رمز يفوق كل معاني العطاء. هذا ما حدث معي اليوم في جامعة الطفيلة التقنية، حيث تلقيت هدايا صغيرة من طلبتي، كانت الكلمات مغلفة بالذهب ومحملة بمشاعر عميقة من التقدير.
في العادة، أتجنب الشوكولا حرصًا على صحتي بحكم العمر الزمني ومتطلبات العناية بالنفس. ولكن في هذه اللحظة تحديدًا، كان لحبة الشوكولا طعم مختلف، طعم يمتزج بالحُب والاعتراف الجميل بين الطالب وأستاذه. لقد تذوقنا جميعًا الحلو، ليس فقط في المذاق، بل في معنى العطاء الذي انتقل من يد إلى أخرى.
كمعلمة وعضو هيئة تدريس في جامعة الطفيلة التقنية، أعتبر التعليم ليس مجرد تلقين للمعرفة، بل علاقة إنسانية سامية تُبنى على الإخلاص والاحترام المتبادل. اليوم، شعرت بهذه العلاقة بأعمق معانيها عندما قررت أن أعيد تدوير الهدية؛ نقلتها من طالب إلى آخر، لأزرع روح المحبة في قلوبهم، ولأقول لهم: "أنتم معنى الحب الحقيقي في عملي”.
التعليم أمانة ورسالة، أديتها بكل ما أوتيت من حب وعدالة. ما أتمناه دائمًا هو أن أكون قدوة ومصدر إلهام لطلبتي، أن أغرس فيهم القيم التي تُبني الأجيال. شكري يمتد لكل طالب وطالبة أهداني ابتسامة أو وردة، ولكل لحظة شعرت فيها بأنني أروي قلوبهم كما يروون قلبي بمحبتهم.
جامعة الطفيلة ليست مجرد مكان عمل، بل هي بيتي الثاني الذي جمعني بأرواح صافية ملأتها الطموحات والآمال. اليوم ذقنا الحلو معًا، لأن التعليم الحقيقي هو ذلك الذي يلمس القلوب ويزرع القيم، وليس فقط ذلك الذي يملأ العقول بالمعلومات.
إلى طلابي الأعزاء: شكراً لحبكم، شكراً لروحكم النقية. أنتم الشمعة التي تضيء طريقي، وأعدكم أن أبقى على عهد الإخلاص، لأزرع فيكم ما يليق بكم من علم ومحبة وعدالة.