أحتفلت رابطة الكتاب الأردنيين اليوم السبت، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان،.بمناسبة اليوبيل الذهبي على تأسيسها.
وفي كلمة ألقاها وزير الثقافة مصطفى الرواشدة الذي رعى الإحتفال، نوه بأن الإحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس رابطة الكتاب ليس مجرد
يوم من الأيام أو تاريخ يدون بالسنوات، وإنما هو محطة مهمة من تاريخ الوطن الذي نحتفل فيه بالمنجز الثقافي الوطني، ونستذكر معه الإنجازات التي تحققت ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية.
ولفت الرواشدة إلى أنه في عهد جلالته، شهد القطاع الثقافي نقلات كمية ونوعية في جميع محافظات المملكة (البوادي والقرى والمدن والمخيمات)، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة عملت على تعزيز البنى التحتية، وتوسيع مشاركة الشباب، وتعزيز فرص مشاركة المرأة وتمكينها، وإدماج الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، وتوسيع مشاركة المحافظات والإنتقال التدريجي إلى الفضاء الإلكتروني.
وأستعرض في الإحتفال الذي أداره وقدمه نائب رئيس الرابطة الباحث الدكتور رياض ياسين وحضره نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي ووزراء ثقافة سابقين وعدد من رؤساء الهيئات الثقافية وعدد كبير من المبدعين والكتاب والصحافيين، أبرز مشروعات وبرامج الوزارة ومنها مكتبة الأسرة، والمدن والألوية الثقافية، ومواصلة تدشين المراكز الثقافية، والإرتقاء بالتشريعات، والإهتمام بمنتج المبدع الأردني وصوته في الفضاء العربي والأجنبي من خلال
إتفاقيات الترجمة.
وقال "إننا ونحن نحتفي بالرابطة التي تأسست عام 1974، بيت المثقفين، فإننا نستذكر المؤسسين الذين حملوا صوت الأردن وخطابه وأحلامه وأمنياته، ودونوا بطولات رجاله وأسهموا في تشكيل سرديته الوطنية وتكوين الوجدان الوطني ومنظومته القيمية التي تعلي من قيم المواطنة
والجمال والعروبة والإنسانية عبر منجزهم الإبداعي في القصة والرواية الشعر والنقد، وفضاء الرابطة بوصفها "بيتاً للخبرة"، ومنبراً تنويرياً ومعرفياً يبشر بالمشروع الثقافي النهضوي العربي".
وأكد أن الثقافة تمثل ملفًا مجتمعيًا مهمًا، والمجتمع هو الذي يصنع الثقافة، وبالتالي فإن دور الهيئات مهم في التنمية الثقافية المستدامة، من خلال تفاعلها مع المجتمع بالتعبير عن طموحاته وحاجاته وموروثه الثقافي، منطلقين من رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني في توطين المعرفة وتطوير
إقتصادات الثقافة والإرتقاء بقيم الإعتزاز بالوطن.
ونوه بأن الرابطة، كانت وما زالت شريكاً مهماً في إثراء المشهد الثقافي الأردني من خلال المشاركة بجل النشاطات الثقافية، ومنها: مهرجان جرش للثقافة والفنون، ومعرض عمان الدولي للكتاب، ومعرض الكويت الدولي للكتاب الذي شارك الأردن أخيراً فيه ضيف شرف، وحضور أعضاء الرابطة في غالبية المفاصل التي تتصل بالمنتج الثقافي، سواء على صعيد النشر أم اللجان ومشاركتهم ضمن الفعاليات الثقافية في المحافظات، وهو حضور فاعل يغني آفاق العمل الذي يعود على المجتمع بالخير.
وقال الرواشدة، إن مفهوم الثقافة في ظل الإقتصادات العالمية الحديثة والتطور التكنولوجي أصبح جزءاً من عجلة الإنتاج ووسيلة للتمكين والتشغيل التي يستفيد منها المجتمع، وليس مجرد تقديم الخدمات لقطاعات معينة.
وبين أن العمل الثقافي ينطلق من هذا الدور الإنتاجي وفق الخطة الإستراتيجية الوطنية وخطة التحديث بالموازنة بين دور الثقافة في تعزيز قيم الإنتماء الوطني وبناء قيم الإعتزاز بالأردن ورموزه، ومسؤوليتها في التنمية الشاملة والمستدامة من خلال المشاريع التي تنظمها الوزارة.
والقى رئيس الرابطة الباحث الدكتور موفق محادين كلمة قال فيها إن الإحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الرابطة يتزامن مع ملحمة الصمود والبطولة في غزة.
ولفت محادين إلى أن الرابطة لم تتأسس كناد أدبي وإنما كصورة للمثقف العضوي المشتبك على متاريس الكلام؛ متراس المبدعين ومن أدركتهم حرفة الكتابة وما يلزم من دار الوراقين، ومتراس يطل منه أعضاؤها نقداً وتفاعلاً مع مختلف التيارات والمدارس في الفكر والأدب وشتى المعارف.
وأستعرض أبرز ما تواجهه الرابطة وأعضاؤها الكتاب المبدعون والمثقفون من تحديات.
وقال إن الرابطة حاضرة من أجلِ تحصينِ النصوص بفضاء ثقافي ديموقراطي وبُعد مَعرفي عميق يَتوسل الأسئلة أكثر من الأجوبة، ومن أجل الحرية كوعي للضرورة التاريخية مقابل الحريات العابرة، ومن أجل العقلِ النقدي الشّكاك، ومن أجل هوية الأمة مقابل الهويات القاتلة، ومن أجل تحرر فلسطين.
كما ألقى رئيس اللجنة العليا للإحتفال الباحث الدكتور همام غصيب كلمة فيها إلى عراقة الرابطة وتجذرها في ارض الأردن الطيبة وصمودها في مواجهة التحديات،
مستذكرًا الثلة الرائدة من المؤسسين والمؤسسات للرابطة في عام 1974.
وأكد أن الرابطة تعمل تعمل وحدة الهدف والإتجاه وقلبها دائماً على الوطن ومعه، منوهاً بأنها واجهة من واجهات الدولة الأردنية وبمعية مجمع اللغة العربية الأردني سادن من سدنة اللغة العربية.
وفي كلمة بإسم المثقفين العرب بالإحتفال ألقى رئيس إتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، كلمة أشار فيها إلى ما يجري من إستباحة المحتل الاسرائيلي لغزة والضفة الغربية وسعيه لتهويد القدس.
ونوه بأن هذا الإحتفال يتزامن مع مناسبة عيدالميلاد المجيد الذي يمثل ولادة للإنسانية وقيمها.
وأكد أن إتحاد كتاب فلسطين ورابطة الكتاب الأردنيين توأمان ويمثلان الثبات على المبادئ وقيم الأمة وكتابهما هم الحصين المكين.
وألقت أمين سر الرابطة القاصة سامية العطعوط كلمة بإسم المكرمين والمكرمات من الهيئة التأسيسية والمبدعين والمبدعات من أعضائها قالت فيها إن الرابطة ومنذ تأسيسها كانت وستبقى منبراً ثقافياً وطنياً حراً، وبيتا للمثقفين وعشاقَ الأدب والإبداع، مشيرة إلى أكبرَ عضوٍ معمّر في الرابطة، الكاتب ماجد ذيب غنما، والكاتبة تيريز هلسة التي تحمل الرقم واحد كأولِ عضوٍ إنضم إلى الرابطة.
ونوهب بكلمتها بالكاتبة الأردنية المبدعة ودورها في تأسيس الرابطة ومسيرتها على إمتداد خمسين عاماً، حيث عملت على رفد الإبداعي المحلي والعربي بنتاجاتها المتميزة والإحتفاء بإبداعاتها عربياً.
وكان في مستهل الإحتفال تم عرض فيلم وثائقي من كتابة وإعداد القاص الدكتور مخلد بركات وإخراج الكاتب صالح حمدوني، وتناول تجربة الرابطة وفروعها ودورها الريادي على إمتداد 50 عاماً.
وفي ختام الاحتفال سلم الرواشدة ومحادين وغصيب الشهادات التكريمية إلى المكرمين والمكرمات من اعضاء الهيئة التأسيسية وجيل الرواد والرائدات للرابطة سواء من الراحلين منهم والحاضرين، ولعدد من الكاتبات المبدعات، ولداعمي جوائز الرابطة.
كما تم تكريم رئيس إتحاد كتاب وادباء فلسطين بدرع الرابطة التكريمي ودرع غزة، والذي بدوره سلم درع كتاب فلسطين لرئيس رابطة الكتاب.
كما تم توزيع كتاب "ذاكرة الياسمين: نصف قرن من الإبداع 1974-2024" من إعداد الكتاب محمد المشايخ محمد سلام جميعان والدكتور مخلد بركات.
ويشار إلى أن رابطة الكتاب التي تأسست عام 1974 تعد الممثل الشرعي والوحيد للكتاب الأردنيين في الإتحادات العربية والدولية، فهي عضو الإتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، وعضو الإتحاد العام لكتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ولها 7 فروع منتشرة في محافظات أردنية.