شهدت سوريا في الآونة الأخيرة تغييرات كبيرة في معالمها وسماءها السياسية، بعد أن بدأ النظام الجديد في إزالة إرث عائلة الأسد الذي دام لأكثر من ستة عقود. كان اسم "الأسد" يظهر في كل زاوية وشارع في البلاد، من مستشفيات وجامعات إلى شوارع وجسور وحتى تماثيل في كل مكان، حيث ارتبطت معظم هذه المعالم بأسماء عائلة الأسد وحزب البعث. منذ مطلع السبعينيات، بعد انقلاب حافظ الأسد، بدأ نظامه في ترسيخ اسم العائلة في مختلف جوانب الحياة السورية. كان يتم تدشين التماثيل في الشوارع، وتغيير أسماء المنشآت لتصبح مرتبطة بالأسرة الحاكمة، بدءاً من الجامعات والمستشفيات إلى الأندية الرياضية. على سبيل المثال، تم تغيير اسم "جامعة تشرين" في اللاذقية لتصبح "جامعة اللاذقية"، و"جامعة البعث" في حمص أصبحت "جامعة حمص". لكن مع تحطم النظام بعد انهيار حكم الأسد، بدأت هذه الرموز تختفي تدريجياً. مع اندلاع الأزمة السورية، شهدت البلاد تحطيم تماثيل حافظ الأسد وابنه باسل، كما تم إزالة صور بشار الأسد التي كانت تزين كل شوارع البلاد. هذه التغييرات أصبحت واضحة في كل المدن والمناطق السورية، حيث بدأت عملية إزالة هذه الرموز التي كانت تحجب عن الشعب السوري هويته الوطنية الأصلية. من الجدير بالذكر أن وفاة باسل الأسد، الابن الأكبر لحافظ الأسد، في حادث سير عام 1994، كانت نقطة التحول الكبرى في مسار النظام، حيث كانت العائلة قد أعدت باسل ليكون خليفة والده، لكن بعد وفاته تم التحضير بشكل سريع لتمهيد الطريق لوراثة بشار الأسد للحكم. اليوم، مع تحطم النظام الذي حكم سوريا لأكثر من 50عامًا، تستمر عملية إزالة هذا الإرث الذي سيطر على البلاد لفترة طويلة، في خطوة قد تستغرق وقتاً طويلاً لكن هدفها هو استعادة الهوية السورية بعيداً عن آثار النظام السابق.